بتتويجه بلقب ​الدوري الإسباني لكرة القدم​ للمرة السابعة والعشرين في تاريخه والأولى منذ عام 2019، أكّد ​برشلونة​ أنه يسير في الاتجاه الصحيح، لكن طريق العودة نحو المجد الأوروبي لا يزال طويلًا وخادعًا.

رهن الرئيس خوان لابورتا جزءًا من مستقبل النادي الصيف الماضي للتعاقد مع المهاجم الدولي البولندي ​روبرت ليفاندوفسكي​ والمدافع الدولي الفرنسي جول كونديه ونجوم آخرين، مع ديون للنادي الكتالوني تصل لأكثر من مليار يورو (1.1 مليار دولار).

أتت سياسة لابورتا بثمارها في الليغا حيث توج برشلونة باللقب لأول مرة منذ أربع سنوات، لكن الخروج المذل من مسابقة دوري أبطال أوروبا، أدى إلى تراجع الكتالونيين إلى مسابقة الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ".

لم يستمر مشوار بلوغرانا في المسابقة القارية الثانية طويلاً أيضًا، حيث خرج على يد مانشستر يونايتد الإنكليزي في الدور الفاصل المؤهل إلى ثمن النهائي، واكتفى بمشاهدة غريمه التقليدي ​ريال مدريد​ وهو يتأهل إلى نصف نهائي المسابقة القارية العريقة.

قد لا تكون النتيجة الكاملة لتلك المقامرة التي شهدت بيع برشلونة 25٪ من حقوق البث التلفزيوني المحلي المستقبلية على مدى السنوات الـ25 المقبلة، واضحة لفترة طويلة، ولكن على المدى القصير، فإن النجاح أمر حتمي.

تتويج برشلونة بلقبي الدوري المحلي والكأس السوبر المحلية هو الحد الأدنى الذي يمكن توقعه، وهناك حاجة إلى تحسين كبير في المسابقة القارية في الموسم المقبل.

أظهر خروجه من دوري أبطال أوروبا أن الفريق لا يزال بحاجة إلى تعزيز التشكيلة الأساسية بالمزيد من اللاعبين، لأن سلسلة من الإصابات في توقيت سيء تسببت في انهياره الأوروبي.

ومع ذلك، فإن "الرافعات" الاقتصادية التي سحبها برشلونة الصيف الماضي للتعاقدات كانت مظلة يستخدمها النادي لمرة واحدة فقط.

هذا الصيف يحتاج إلى توفير أكثر من 200 مليون يورو (218 مليون دولار) من الإيرادات أو المداخيل الجديدة حتى يتمكن من النشاط دون قيود في سوق الانتقالات.

حتى ذلك الحين، يُسمح لبرشلونة بإنفاق ما يصل إلى 40 بالمائة فقط من أي مداخيل أو ادخار على اللاعبين الجدد أو تجديد العقود، وهناك بعض المجالات الواضحة التي يحتاج إلى تحسينها.

يحتاج برشلونة إلى مهاجم لمساعدة ليفاندوفسكي أو تعويض غيابه في حال تعرضه للإصابة، إلى جناح أيسر ومدافع أيمن.

كما أن إعلان قائده ولاعب وسطه ​سيرجيو بوسكيتس​ رحيله في حزيران/يونيو المقبل بنهاية عقده والذي في الوقت ذاته يمنحه دفعة اقتصادية، يجبره على التعاقد مع لاعب بديل.

يُعتقد ان المدرب تشافي هرنانديس يرغب في ضم لاعب وسط ريال سوسييداد مارتن سوبيميندي، لكن الشرط الجزائي لعقده البالغ 60 مليون يورو (66 مليون دولار) يعني أنه قد يتعين عليه البحث عن بديل آخر.

متاهة ميسي

ربما يكون الاستثناء الوحيد هو الأرجنتيني ​ليونيل ميسي​ الذي أبدى النادي رغبته في عودته الى صفوفه مع انتهاء عقده مع باريس سان جيرمان الفرنسي.

غير أن بطل العالم البالغ من العمر 35 عاما قد يختار انتقالا مربحا ماديا إلى السعودية بدلا من ذلك وهو ما قاله مصدر لوكالة فرانس برس إن "الصفقة مكتملة".

إذا عاد ميسي الى برشلونة، فمن المحتمل أن يحتاج تشافي إلى صيغة جديدة لإدماجه في تشكيلته. يمكن أن يضيف الأرجنتيني الجودة التي يحتاجها الفريق في الثلث الأخير من الملعب لكنه قد يضعفه دفاعياً وفي الضغط.

ويعتبر مستوى ليفاندوفسكي في النصف الثاني من الموسم مصدر قلق لبرشلونة حيث جاءت معظم أهدافه قبل كأس العالم في قطر.

يبلغ اللاعب الدولي البولندي 35 عامًا في آب/أغسطس المقبل، والاعتماد عليه كمصدر رئيسي للأهداف تشوبه مخاطر.

كما أن مصير تشافي كمدرب لا يزال مجهولا. في حين أنه طوّر برشلونة بشكل واضح، فقد عانى الفريق في الادوار الإقصائية.

ولإضفاء مزيد من عدم اليقين، لا تزال فضيحة التحكيم في "كاسو نيغريرا" تلوح في الأفق فوق برشلونة، حيث ينظر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في الأمر.

من المحتمل ألا تؤثر أي عقوبة محتملة من الاتحاد الأوروبي على النادي الموسم المقبل، لكن هذا مصدر قلق آخر يجب على لابورتا وزملائه وضعها في الاعتبار.

ودائمًا في قلب العاصفة، خسر برشلونة خدمات مديره الرياضي وملك الصفقات ماتيو أليماني الذي سيغادر في حزيران/يونيو، قبل عام من انتهاء عقده.

تعهد المدير الرياضي بمساعدة برشلونة في إنهاء صفقاتهم الصيفية حتى لو استمرت بعد آب/أغسطس.

ومع ذلك، يظل رحيل اليماني بمثابة ضربة كبيرة للنادي الذي يحتاج إلى أدوات أكثر دقة تحت تصرفه في هذا الوقت أكثر من أي وقت مضى.