يجد مدرب ​نابولي​ ​لوتشانو سباليتي​ نفسه أمام معضلة حث لاعبيه على البقاء مركزين على مشوار ​الدوري الإيطالي​ وحلم إحراز اللقب للمرة الأولى منذ 1990 حين يتواجه الفريق الجنوبي مع ضيفه ​أتالانتا​ السبت في المرحلة السادسة عشرة، في ظل المهمة التاريخية التي تنتظرهم الأربعاء على أرضهم أيضاً ضد أينتراخت فرانكفورت الألماني في إياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا.

ويدخل فريق سباليتي لقاء أتالانتا الذي يقاتل من أجل الإبقاء على آماله بالمشاركة في دوري الأبطال الموسم المقبل، على خلفية سقوطه على أرضه أمام لاتسيو صفر-1 في المرحلة الماضية وتوقف مسلسل انتصاراته المتتالية في الدوري عند ثماني مباريات بهزيمته الثانية فقط للموسم.

ورغم هذا السقوط، يبقى الفريق الجنوبي في وضع مريح جداً، متقدماً بفارق 15 نقطة عن أقرب ملاحقيه إنتر، لكنه لا يريد أن يمنح منافسيه أي أمل بإمكانية اللحاق به في الأمتار الأخيرة من سباق اللقب من خلال الرد سريعاً والفوز على أتالانتا الذي يمر بمرحلة غير مطمئنة بعد اكتفائه بنقطة واحدة من مبارياته الثلاث الماضية، ما جعله متخلفاً بفارق 5 نقاط عن المركز الرابع الأخير المؤهل الى دوري الأبطال.

بالنسبة لرئيس النادي المثير للجدل ​أوريليو دي لورنتيس​ فقد تكون هذه الهزيمة "مفيدة" لأننا "كنا نواجه خطر الاسترخاء" في ظل الفارق الكبير.

- "هذا هو الجزء الساحر" -

وخلال حفل تتويج النجم النيجيري فيكتور أوسيمين بجائزة أفضل لاعب أجنبي في إيطاليا بعد تسجيله 19 هدفاً مع ثلاث تمريرات حاسمة في 20 مباراة خاضها في الدوري هذا الموسم، بدا دي لورنتيس مطمئناً الى وضع الفريق ومتأكداً من فوزه باللقب بحديثه عن الاحتفال بالتتويج وتوقعه مشاركة بين "مليونين وثلاثة ملايين شخص" في هذا الاحتفال.

وقال دي لورنتيس "مرت 33 سنة منذ لقبنا الأخير في الدوري. ولد الكثير من أهل نابولي خلال هذه الفترة. بعد الغرق في الإفلاس والعودة مجدداً الى الحياة... الفوز بلقب الدوري قد يتسبب بجنون المدينة التي بدأت تفقد صوابها منذ الآن".

وشَبَهَ "كرة القدم بالسينما. الفارق الوحيد أنك لا تعرف النهاية في كرة القدم، وهذا هو الجزء الساحر".

والنهاية قد تكون أعظم بعدما قطع الفريق الجنوبي شوطاً كبيراً نحو بلوغ ربع نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه بعد فوزه في ذهاب ثمن النهائي على أينتراخت فرانكفورت 2-صفر في معقل الأخير.

- معركة محتدمة خلف نابولي -

ويأمل سباليتي البناء على هذه النتيجة حين يحل الفريق الألماني ضيفاً على ملعب "دييغو أرماندو مارادونا" الأربعاء في لقاء الإياب.

وخلافاً لنهاية الموسم الماضي وحالة التشاؤم التي أصابت الجمهور بعد خسارة معركة اللقب لصالح ​ميلان​ في الأمتار الأخيرة، يجد نابولي نفسه في حالة من النشوة في ظل تألقه ليس محلياً وحسب بل قارياً في مشوار تصدر خلاله مجموعته في دوري الأبطال بانتصارات كاسحة على ليفربول الإنكليزي (4-1) وأياكس الهولندي (4-1 و6-1) وراينجرز الاسكتلندي (3-صفر و3-صفر).

وفي ظل تحليق النادي الجنوبي، يستمر الصراع المحتدم جداً على المراكز الثلاثة الأخرى المؤهلة الى دوري أبطال أوروبا إذ لا يفصل بين إنتر الثاني وأتالانتا السادس سوى ثماني نقاط، وبينهما لاتسيو و​روما​ وميلان.

ويفتتح إنتر الذي يتقدم بفارق نقطتين عن لاتسيو وثلاث عن كل من روما الرابع وميلان الخامس، المرحلة الجمعة في ضيافة سبيزيا السابع عشر باحثاً عن التحضير بأفضل طريقة لرحلته الى البرتغال، حيث يتواجه الثلاثاء مع بورتو في إياب ثمن نهائي دوري الأبطال بعد فوزه ذهاباً في ملعبه 1-صفر.

أما لاتسيو المنتشي من فوزه على نابولي، فيحل ضيفاً السبت على بولونيا مدركاً أن أي هفوة قد تسقطه الى المركز الخامس لصالح جاره روما الذي يلعب الأحد على أرضه ضد ساسولو، وميلان الذي يختتم المرحلة الإثنين في "سان سيرو" ضد ساليرنيتانا منتشياً من تأهله الى ربع نهائي دوري الأبطال لأول مرة منذ 2012 بعد تعادله السلبي الأربعاء في إياب ثمن النهائي مع مضيفه توتنهام الإنكليزي (فاز ذهاباً 1-صفر).

وبعد خسارته في المرحلة الماضية أمام روما (صفر-1)، يبدو أن أمل يوفنتوس الذي يلعب الأحد على أرضه ضد سامبدوريا، بالمشاركة في دوري الأبطال مرتبط بإحرازه لقب مسابقة "يوروبا ليغ" أو النجاح في الاستئناف المقدم أمام محكمة اللجنة الأولمبية الإيطالية لاستعادة النقاط الـ15 التي حسمت من رصيده لاتهامه بالتلاعب المالي.