ينتظر عشاق كرة القدم حول العالم عودة البطولة الأعرق والأهم في التاريخ، كأس العالم لكرة القدم، التي ستقام هذا العام لأول مرّة في الشرق الأوسط وفي دولة عربية.

وتستضيف دولة ​قطر​ بطولة ​كأس العالم 2022​ التي ستنطلق في الـ20 من شهر تشرين الثاني/نوفمبر المقبل بالمباراة الافتتاحية التي ستجمع صاحب الأرض منتخب قطر أمام منتخب ​الإكوادور​، في المجموعة الأولى التي تضم منتخبي ​هولندا​ و​السنغال​.

وأجرت صحيفة "السبورت" الالكترونية مقابلة مع قائد منتخب لبنان السابق والمحلّل الكروي ​إبراهيم دهيني​، الذي تحدّث عن توقعاته للبطولة فيما يتعلق بالمنتخب المرشّح لنيل اللقب وعن مسار المنتخبات العربية المشاركة وهي ​تونس​ و​المغرب​ و​السعودية​ وقطر.

ورأى دهيني أن البطولة المقبلة من المونديال ستكون مختلفة عن النسخات السابقة، موضحاً: "لأول مرة ستقام بطولة كأس العالم في منتصف الموسم، وهذا الأمر سيساعد اللاعبين على الظهور بأفضل مستوى بدنيّ وفنيّ ممكن، لذا ربّما من الصّعب تحديد من سيكون المنتخب الأفضل أو الأكثر جهوزيّة، بالنّظر أيضاً إلى التطور الحاصل في عالم كرة القدم فيما يتعلق بالتجهيزات وطرق التدريب وغيرها".

وأضاف: "طبعاً هناك منتخبات تفرض نفسها من ناحية الأسماء لتكون مرشّحة ولها إسم ووزن تاريخي في كأس العالم، مثل البرازيل والأرجنتين وفرنسا وألمانيا، لكن علينا أن ننتظر كيف سيكون شكلها في المونديال، لأنه في الأشهر الماضية لم نستطع تكوين صورة واضحة عن وضع كلّ منتخب بسبب الغيابات والإصابات وكورونا وبعض العوامل الأخرى".

وعن المنتخبات العربية المشاركة في البطولة، قال دهيني: "برأيي، تستطيع المنتخبات العربية تقديم عروض كبيرة، بالنّظر إلى التحضيرات التي تقوم بها، لاسيّما منتخب قطر المضيف، الذي شارك في العديد من المحافل القارية (تصفيات كأس أوروبا وكوبا أميركا) واحتك بمنتخبات كبيرة، واستطاع أن يكسب الخبرة. ننتقل إلى المنتخب المغربي الذي يضم العديد من اللاعبين الدوليّين المحترفين في أوروبا، في نسخة العام 2018 كان قاب قوسين من العبور للدور الـ16، أعتقد أنه سيكون ندا صعبا لمنافسيه. أما السعودية وتونس تطورا في الآونة الأخيرة، ويستطيعان قول كلمتهما، وأعتقد أن سلاح الجماهير العربية سيشكل عاملا إيجابياً للمنتخبات العربية في النسخة الحالية كون البطولة تقام في قطر".

ومن المقرّر أن تشهد النسخة الحالية، آخر ظهور للنجمين الكبيرين كريستيانو رونالدو مع منتخب البرتغال، وليونيل ميسي مع منتخب الأرجنتين. وفي هذا الصدد، علق دهيني: "بالتأكيد ستكون لحظات عاطفية مشاهدة ميسي ورونالدو لآخر مرة في المونديال. ميسي يمرّ بفترة جيّدة مع المنتخب وباريس سان جيرمان لكنه ليس ميسي الذي اعتدنا عليه وهذا أمر طبيعي مع تقدّمه بالسّن، بينما رونالدو يعيش أزمة في مانشستر يونايتد، لكنّهما لاعبان كبيران وكلاهما سيبحثان عن إنجاز تاريخي لهما، علينا أن نستمتع بهما في آخر ظهور لهما في المونديال".

وعن توقعاته للفائز بكأس العالم 2022، قال دهيني: "أرشّح الأرجنتين، بصراحة أتمنى أن يحقق ليونيل ميسي اللقب".

وختم دهيني، متحدثاً عن العوامل والأسباب التي قد تسمح في يوم ما أن نشاهد منتخب لبنان يشارك في كأس العالم: "الوصول إلى كأس العالم يتطلب عملا كبيرا وتخطيطا استراتيجيا من البرامج والتنظيم ويحتاج الأمر لسنوات طويلة جداً. للأسف منظومة العمل الرياضية في لبنان متخلّفة، لا تنتج رياضة، لا تُنتج لاعبين أكفاء. في ظل غياب قانون الإحتراف سنبقى متخلفين رياضياً، إنها الحقيقة التي لا مهرب منها. كرة القدم أصبحت علماً بحد ذاته، واذا استمرينا بهذا القانون الغير احترافي ستبقى أنديتنا ملك أشخاص وليس مؤسسات، هذه الأندية التي من المفترض أن تنتج لاعبين من جميع الأعمار لا يمكن لها أن تُنجز ذلك بدون قانون الاحتراف التي يُجبرها ايضا بانتاج إداريين أكفاء. هذا ما نحتاج لنحقق يوما ما حلم الوصول لكأس العالم، البداية تكون بتطبيق قانون الاحتراف ".