مع اقتراب بطولة ​كأس العالم 2022​ والتي ستحتضنها دولة ​قطر​ وستكون على الأراضي العربية للمرة الأولى في التاريخ، تعود بنا الذكرى الى مونديال 2010 في ​جنوب افريقيا​، وتحديداً إلى المباراة الأولى لأصحاب الأرض منتخب جنوب افريقيا امام منتخب ال​مكسيك​ في الجولة الأولى من دور المجموعات.

وكانت الأنظار متوجهة بشكل كبير على تلك المباراة، وعلقت الآمال على منتخب البافانا بافانا في تلك البطولة كي يظهر المنتخب بشكل جيد، مستغلاً وجود البطولة على الأراضي الافريقية للمرة الاولى في التاريخ.

لكن المهمة لم تكن سهلة امام منتخب يمتلك الكثير من الخبرة والاسماء اللامعة في افضل الدوريات الاوروبية وهو منتخب المكسيك، الا ان الجماهير الحاضرة الى الملعب ابت الا ان تؤازر منتخب جنوب افريقيا على امل تحقيق البداية الحلم والفوز بالمباراة الاولى لهم في البطولة.

وبالعودة الى اجواء المباراة، فإن الحذر بكل تأكيد ساد في الشوط الأول، ولعب المنتخبان بأسلوب متحفز خشية تلقي هدف مبكر قد يقلب الموازين ويبعثر الأوراق والخطط المرسومة قبل اللقاء، واستمر ذلك الحذر حتى نهاية الشوط الأول بالتعادل السلبي.

لكن في الشوط الثاني اختلفت الأمور كلياً، وارتفع نسق المباراة وسط رغبة كبيرة من اصحاب الارض والجمهور لتحقيق الانتصار بعد اكتساب الثقة في الشوط الاول والصمود امام السيطرة المكسيكية.

وفي الدقيقة 55، ومن هجمة مرتدة نموذجية، تمكن نجم منتخب جنوب افريقيا حينها سيفوي تشابالالا من تسجيل هدف منتخب بلاده الاول في البطولة بطريقة رائعة وبتسديدة بقيت عالقة بأذهان الجميع حتى يومنا هذا.

وتسبب ذلك الهدف بصحوة منتخب المكسيك الذي سعى لتسجيل هدف التعادل، في وقت اعتمد فيه المنتخب الجنوب افريقي على المرتدات على امل قتل المباراة بهدف ثاني مباغت.

لكن قائد المكسيك في مونديال 2010 رافا ماركيز كان له رأي آخر، وتمكن من ادراك التعادل لمنتخب بلاده في الدقيقة 79.

وتواصلت الإثارة بعد ذلك في الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء، وكاد منتخب جنوب افريقيا ان يخطف هدف الفوز في الثواني الأخيرة، الا ان تسديدة المهاجم كاتليغو مفيلا ارتطمت بالقائم، لتنتهي بعد ذلك المباراة المثيرة بالتعادل الايجابي بهدف لمثله، تحت اصوات زمامير الفوفوزيلا التي رافقت كل مباريات كأس العالم 2010.

فهل تكون بداية المنتخب القطري في مونديال 2022 شبيهة لتلك المباراة التاريخية، أم ان العنابي سيكون قادراً على تحقيق الإنتصار وتخطي دور المجموعات في نهاية المطاف؟