قالت النجمة الأوكرانية الواعدة ياروسلافا ماهوتشيخ (20 عاما) الأربعاء إنه لا مكان "للروس القتلة بيننا" في ألعاب القوى عشية انطلاق النسخة الثامنة عشرة من بطولة العالم في مدينة يوجين الأميركية.

لم تكن ماهوتشيخ، المتوجة بالفضية في مونديال الدوحة 2019 وبرونزية اولمبياد طوكيو العام الماضي، منافسة شرسة فحسب للروسية ماريا لاسيتسكيني بطلة العالم في النسخ الثلاث الأخيرة والألعاب الأولمبية في العاصمة اليابانية، بل كانت أيضًا صديقة لها في عالم النخبة لمنافسات الوثب العالي.

لكن الأوكرانية أكدت أن كل ذلك تغير بسبب الغزو الروسي لبلادها، ولم يكن لديها أي شعور بالتعاطف مع غياب لاسيتسكيني عن المونديال بسبب عقوبات الاتحاد الدولي قائلة "لا مكان للروس القتلة بيننا".

اكتسبت ماهوتشيخ شهرة عالمية على نطاق واسع عندما فازت بالميدالية الذهبية في بطولة العالم داخل قاعة في بلغراد في آذار/مارس الماضي.

آنذاك، اضطرت الى الفرار بالسيارة من مدينة دنيبرو، مسقط رأسها في شرق أوكرانيا، الى العاصمة الصربية بلغراد في رحلة استمرت ثلاثة أيام وسط "ذعر تام" عن طريق مولدافيا.

وقالت في تصريحات للصحافيين الأربعاء في يوجين "ثلاثة أيام بالسيارة، كانت أطول ثلاثة أيام بالنسبة لي".

كان أداؤها المذهل في بلغراد كافياً لرئيس الاتحاد الدولي البريطاني سيباستيان كو لتسليمها خطاباً مكتوباً بخط اليد، وقعه "مع الشكر والتقدير"، عند تسليمها الميدالية الذهبية.

وتسيطر ماهوتشيخ على لقب البطولة الأوروبية في الوثب العالي داخل قاعة، لكنها عانت للفوز بالبرونزية الأولمبية في طوكيو الصيف الماضي وفضية بطولة العالم في الهواء الطلق في الدوحة عام 2019 أمام منافستها اللدودة لاسيتسكيني.

وعلى الرغم من أنها بطلة العالم والأولمبياد، إلا أن لاسيتسكيني ممنوعة من المشاركة في بطولة العالم في يوجين على غرار مواطنيها والبيلاروس بسبب غزو أوكرانيا، وهو أمر احتج عليه الروس في اللجنة الأولمبية الدولية.

في أعقاب غزو أوكرانيا في شباط/فبراير الماضي، أوصت اللجنة الأولمبية الدولية بفرض حظر على الرياضيين الروس والبيلاروس، وهو طلب نفذته معظم الاتحادات الدولية.

واتهمت لاسيتسكيني رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ بإثارة "حرب جديدة" من خلال التوصية بمنع الرياضيين الروس من المشاركة في المسابقات الدولية.

وقالت "في الوثب العالي، المنافسات الرئيسيات لي هن الأوكرانيات"، مضيفة "لا أعرف كيف أنظر إليهن في أعينهن، أو ماذا أقول لهن. إنهن وعائلاتهن يختبرون ما لا يجب أن يختبره أي إنسان".

لكن هذا الشعور لم يرق إلى ماهوتشيخ. وقالت في إشارة إلى اليوم الذي غزت فيه روسيا أوكرانيا: "قبل 24 (شباط) فبراير كانت لدينا علاقة جيدة، كنا نتحدث. لكن هذا اليوم غيَّر كل شيء لأنها (لاسيتسكيني) لم تكتب أي شيء لرياضيينا".

وأضافت "لكنها بعد ذلك كتبت إلى توماس باخ من أجل المنافسة لأنهم روس، وشعبنا يموت لأنه أوكراني".

وتابعت "لا أريد أن أرى القتلة على المضمار لأنهم قتلوا الكثير من الرياضيين في هذه الحرب".

وبخصوص طموحاتها في يوجين، أصرت ماهوتشيخ على أن المنافسة أعطتها "المزيد من الحافز لتحقيق نتائج جيدة".

وقالت "لذلك نأمل أن تكون هذه أنباء طيبة للشعب الأوكراني. إنه أمر صعب ذهنيا، لكنني أعتقد أننا سننتصر ونعود إلى حياتنا وسنتذكر دائمًا هذه الفترة الزمنية".