في يوم الـ 11 من شهر تموز عام 2010، توج ​المنتخب الإسباني​ الأسطوري بلقب ​كأس العالم​ للمرة الاولى في تاريخه على حساب ​المنتخب الهولندي​ على الأراضي الجنوب افريقية، في مباراة نهائية ستبقى عالقة في أذهان عشاق منتخب لا روخا لفترة طويلة جداً.

فكانت المباراة النهائية بين الإسبان والهولنديين بين الطرفين الأفضل في مونديال ​جنوب أفريقيا 2010​، وكان من الصعب التكهن بهوية البطل قبل المباراة بالنظر إلى الأسماء الكبيرة الموجودة لدى الطرفين.

من جهة الهولنديين كان فريق المدرب ​بيرت فان مارفيك​ يعتمد بشكل كبير على نجميه ​ويسلي شنايدر​ بطل دوري أبطال أوروبا مع انتر ميلانو، والجناح الطائر ​اريين روبن​، بالإضافة إلى عدد من الأسماء المؤثرة مثل نايجل دي يونغ في الوسط وروبن فان بيرسي في الهجوم.

أما إسبانيا فكانت تمر بأفضل فتراتها عبر كل العصور، مع وجود أسماء مثل ​اندريس انييستا​، تشافي، ايكر كاسياس، كارليس بويول، سيرجيو راموس، دافيد فيا والعديد من النجوم الآخرين الذين برزوا بشكل كبير في تلك الفترة.

لم يكن النهائي هادئاً بين الطرفين، وكانت مهمة الحكم الدولي الإنكليزي هوارد ويب صعبة للغاية مع التدخلات الخشنة من الطرفين، حيث أشهر 14 بطاقة صفراء وبطاقة حمراء من نصيب المدافع الهولندي جون هايتينغا خلال المباراة.

وبالنسبة لسير اللقاء، فإن المنتخب الإسباني فرض إيقاعه وسيطر على الكرة منذ البداية، وسط إعتماد الهولنديين الواضح على ضرب الخصم بالتمريرات الطويلة المتقنة والهجمات المرتدة السريعة.

والتهديد الأول أتى من سيرجيو راموس الذي ارسل كرة رأسية قوية نحو المرمى الهولندي في الدقيقة الخامسة، لكن الحارس مارتن ستيكلينبرغ كان يقذاً وانقذ مرمى منتخب بلاده من فرصة خطيرة.

وواصل الإسبان عملهم للوصول الى شباك الطواحين الهولندية لكن دون جدوى، في وقت اعتمد فيه الهولنديين على التسديد البعيد الذي لم يكن كافياً لمغالطة الحارس العملاق ايكر كاسياس.

وفي الدقيقة 28 حصل تدخل عنيف من دي يونغ على تشابي الونسو، طالب فيه الإسبان بخروج البطاقة الحمراء بوجه اللاعب الهولندي، لكن الحكم إكتفى بإشهار البطاقة الصفراء الخامسة في الشوط الأول، وإنتهى الشوط الأول بعد ذلك بالتعادل السلبي على مستوى النتيجة.

وفي الشوط الثاني بقيت الأجواء المتشنجة على حالها، لكن التهديد الأكبر كان من الهولنديين عن طريق اريين روبن الذي انفرد بالحارس كاسياس في الدقيقة 62، لكن الكلمة كانت للأخير الذي انقذ تسديدة روبن وحرم الهولنديين من هدف كان محققاً.

وبعدها بفترة قصيرة ضرب دفاع المنتخب الإسباني مجدداً وحاول روبن الوصول الى مرمى الإسبان مجدداً، لكن الدفاع الإسباني أعاقه ومنعه من التوغل، قبل ان يتدخل الحارس كاسياس مجدداً لينقذ الموقف، وبقيت الأجواء على حالها إلى حين إنتهاء المباراة في وقتها الأصلي بالتعادل السلبي دون أهداف.

وفي الأشواط الإضافية كان لإسبانيا فرصة كبيرة للتسجيل عن طريق البديل سيسك فابريغاس الذي دخل بديلاً، لكن الحارس الهولندي ستيكلينبرغ تألق وأنقذ تسديدة خصمه بإتقان.

ولعل نقطة التحول الاولى في اللقاء اتت في الدقيقة 109، بعد ان اشهر الحكم البطاقة الصفراء الثانية بوجه المدافع الهولندي هايتينغا، ليكمل مننتخب بلاده الدقائق العشر الأخيرة بعشر لاعبين.

وفي الدقيقة 116، كان لهولندا مطالبات بخطأ إرتكبه راموس على الجناح ايليا، لكن الحكم ويب طالب بإستكمال اللعب، وكانت تلك الهجمة المرتدة الأهم في تاريخ إسبانيا، حيث وصلت الكرة في نهاية المطاف الى اندريس انييستا الذي سجل هدف الفوز بطريقة مميزة، ليهدي الجيل الذهبي في منتخب لا روخا لقبهم العالمي الوحيد.