في موسم 2017-2018، بلغ نادي ​ليفربول​ الإنكليزي نهائي ​دوري الأبطال​ بعد غياب دام أكثر من 12 عاماً، وضرب موعداً نارياً مع العملاق ​ريال مدريد​، الذي كان يبحث عن لقبه الثالث على التوالي في البطولة، والثالث عشر في تاريخ، ليؤكد مجدداً أنه النادي الأنجح في تاريخ البطولة.

وكان الملعب الأوليمبي في مدينة كييف مسرحاً لمباراة درامية رائعة بين إثنين من أعظم النوادي في كرة القدم الأوروبية، وإن كانت الترشيحات تصب قبل المباراة بشكل كبير للنادي الملكي المدجج بنجوم كبار.

بدأت المباراة وسرعان ما ظهرت الفوارق بين الفريقين، حيث اعتمد فريق المدرب ​يورغن كلوب​ على الهجمات المرتدة السريعة، في حين عمل الريال بقيادة مدربه ​زين الدين زيدان​ على استحواذ على الكرة وتبطيء إيقاع اللعب.

والتهديد الأول كان من الإنكليز بعد تسديدة منخفضة من المدافع الكساندر ارنولد، نجح الحارس كيلور نافاس بالتعامل معها بنجاح.

لكن في الدقيقة 25 تلقى ليفربول ضربة موجعة وقاسية بإصابة نجمه الأول المصري ​محمد صلاح​، في لقطة شهيرة بينه وبين قائد الميرينغي ​سيرجيو راموس​ الذي حاول منعه من السيطرة على الكرة وألقاه ارضاً وتسبب في إصابة بالغة لصلاح على مستوى الكتف.

ومع مضي دقائق الشوط الأول خرج مدافع ريال مدريد ​داني كارفخال​ هو الآخر بسبب الإصابة في الدقيقة 37، وبعد ذلك ببضعة دقائق سجل كريم بنزيما هدفاً لمصلحة الريال ألغي بداعي التسلسل، لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي بعد ذلك.

لكن مع انطلاق الشوط الثاني اختلفت المباراة تماماً وتمكن الريال من خطف هدف التقدم عن طريق بنزيما بعد خطأ كارثي من حارس الريدز ​لوريس كاريوس​ سيبقى في أذهان مشجعي الفريقين إلى الأبد.

ولم تدم فرحة الريال كثيراً ونجح ساديو ماني من تسجيل هدف التعادل لمصلحة ليفربول في الدقيقة 55، بعد 4 دقائق فقط من تقدم الريال، لتبعث المباراة من جديد.

وفي الدقيقة 61 دخل النجم الويلزي غاريث بايل كبديل لزميله ايسكو، وكانت تلك نقطة التحول في اللقاء، حيث تمكن من تسجيل الهدف الثاني لفريقه بعد دقيقتين على دخوله، بكرة مزدوجة خلفية رائعة، بعد كرة عرضية محكمة من زميله مارسيلو.

بعدها حاول ليفربول ادراك التعادل وكانت له فرصة خطيرة ارتطمت بالعارضة، وكان له مطالبات بركلة جزاء ايضاً لكن دون جدوى.

وفي الدقيقة 83 حسم بايل اللقب لمصلحة فريقه بعد ان سجل هدف ثاني له وثالث للميرينغي بتسديدة من بعد 37 متراً، أخطأ فيها مجدداً الحارس الألماني كاريوس.

وإنتهت المباراة بعد ذلك وأعلن الحكم عن فوز ريال مدريد بلقبه الثالث على التوالي في دوري الأبطال، ولم تنته الإثارة عند ذلك الحد، حيث ألمح كريستيانو رونالدو بأنه سيرحل، كما ودع المدرب زين الدين زيدان النادي الملكي للمرة الأولى بعد النهائي أيضاً.

ومن جهة ليفربول، يذكر الجميع دموع صلاح عند خروجه، وإنهيار الحارس كاريوس الذي تسبب بهدفين في المباراة وحسرة المدرب يورغن كلوب الذي كان قد خسر النهائي الأوروبي الثالث له حينها.