قد يظن البعض أن الإعاقة الجسدية تحول دون نجاح الإنسان في بعض الرياضات، بالأخص تلك العنيفة منها كالفنون القتالية والمصارعة الحرّة، إلا أن البطل ​نيك نويل​ لم يسمح لإعاقته بالوقوف بوجه إرادته الصلبة وعزيمته القوية، وأثبت نفسه كواحد من أفضل المقاتلين لسنوات عدة.

ولعل النقطة الأبرز له في مسيرته كانت فوزه بلقب الوزن الخفيف في XFC في السابع من شهر ديسمبر/كانون الأول لعام 2012، عندما تفوق على منافسه ​ايريك رينولدز​ في الجولة الأولى من النزال بينهما.

وكان إسم نويل قد برز قبل ذلك النزال بشكل كبير، بالأخص كونه لم يهزم في أي من النزالات الثماني التي خاضها قبل مواجهة رينولدز، 8 إنتصارات دون أي تعادل حتى تلك اللحظة في مسيرته الإحترافية.

وبالنسبة لرينولدز، كان هو الآخر يمتلك سجل جيد في مسيرته الإحترافية، وخبرته كانت أوسع كونه خاض 21 نزالاً قبل مباراة اللقب مع نويل، وحقق في تلك النزالات 16 إنتصاراً و5 هزائم.

وقبل ذلك النزال، شكك البعض بقدرة نويل على إثبات نفسه على أعلى مستوى، وأن يفوز باللقب الأول في مسيرته، إلا أن ما كان يخبئه لذلك النزال فاجأ الجميع.

فلم يمض أكثر من دقيقة و22 على بدء النزال في جولته الأولى، ليتمكن من وضع منافسه حيث يريد ليدفعه إلى الإستسلام بعد أن قام بحركة خنق محكمة، ليعلن الحكم غاري كوبلاند بعد ذلك فوز نويل مباشرة باللقب المنشود.

وفي تلك اللحظات استذكر نويل كل المصاعب والتحديات التي واجهته خلال حياته للوصول إلى القمة، حيث وبالرغم من انخراطه في عالم الفنون القتالية المختلطة في سن مبكرة، إلا أنه وكما قال في وقت سابق، عانى مع نظرة الكثيرين له كونه ولد بيد واحدة، مما دفع الكثيرين من تجنب منازلته، لأنهم لا يريدون منازلة مقاتل بيد واحدة على حد زعمهم.

وبالرغم من إعاقته، تكيف نويل منذ ولادته مع حالته المميزة، وتمكن من استخراج أقصى ما يمكن من ذراعه اليسرى، حيث إستخدمها بأفضل شكل ممكن للإمساك ببعض الأشياء.

وإلى اليوم، لا يزال إسم نويل لامع في سماء هذه الرياضة، وسجله الإيجابي بـ 16 فوز و4 هزائم فقط ما هو سوى دليل على أن قوة القلب والعقلية المناسبة هي المفتاح للنجاح في كل المجالات مهما صعبت التحديات الجسدية والمادية.