أمِل ​مانشستر يونايتد​ خيراً في نهاية موسم 2017-2018 حين حل وصيفاً لجاره ​مانشستر سيتي​ في ترتيب ​الدوري الإنكليزي الممتاز​، معتقداً أنه وجد ضالته بلاعبه السابق النروجي ​أولي غونار سولسكاير​ لإعادته الى الطريق الصحيح، بعدما تاه تماماً منذ اعتزال مدربه الأسطورة الاسكتلندي ​أليكس فيرغوسون​ نهاية موسم 2012-2013.

لكن الأيام أثبتت أن شيئاً لم يتغير، فرحل اولي في تشرين الثاني/يناير بعد فشله في قيادة "الشياطين الحمر" الى أي لقب إن كان محلياً أو قارياً وحل بدلاً منه الخبير الألماني ​رالف رانغنيك​ بمهمة موقتة حتى نهاية الموسم على أمل إنقاذ ما يمكن إنقاذه.

الأعوام التي مرّت على يونايتد منذ اعتزال فيرغوسون بعد موسم أخير للسير قاد به "الشياطين الحمر" الى لقبهم العشرين في الدوري الممتاز، أظهرت أن هناك مشكلة عميقة في مكان ما أوصلت الفريق لدرجة تجعل من خسارة الثلاثاء أمام ليفربول برباعية نظيفة نتيجة "مقبولة" إذا ما قورنت بمجريات المباراة والتفوق التام لفريق المدرب الألماني ​يورغن كلوب​ الذي سبق أن اكتسح غريمه بخماسية نظيفة في معقله في تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

اختار فيرغوسون قبل رحيله مواطنه دافيد مويس ليكون خليفته بعد النجاح الذي حققه مع إيفرتون، لكنه لم يصمد في "أولد ترافورد" حتى نهاية الموسم، فرحل عن يونايتد تاركاً المهمة للهولندي لويس فان غال ومن بعده الخبير البرتغالي جوزيه مورينيو وثم سولسكاير وصولاً الى رانغنيك، من دون أن يتغير أي شيئ.

وفي قراءته للحالة التي وصل اليها يونايتد، رأى رانغنيك بعد هزيمة الثلاثاء أن المشكلة تكمن في عدم الثبات الفني مع ميل الإدارة الأميركية للنادي الى استبدال المدربين سريعاً بحثاً عن الحلول.

ويسير يونايتد نحو الاستعادة بخدمات المدرب الهولندي إريك تن هاغ الذي سيصبح، في حال التعاقد معه، خامس مدرب لفريق "الشياطين الحمر" يواجه المدرب الألماني يورغن كلوب منذ قدوم الأخير الى ليفربول في موسم 2015-2016، ما يظهر اختلاف الفلسفة بين الغريمين التقليديين.

منذ وصول المدرب السابق لماينز وبوروسيا دورتموند الى "أنفيلد"، نجح في قيادة ليفربول الى لقب الدوري لأول مرة منذ 1990 والى إحراز دوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية والكأس السوبر الأوروبية والكأس الإنكليزية، وها هو يقف الآن على عتبة دخول التاريخ في حال نجح في إحراز ألقاب الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا ليضيفها الى لقب كأس الرابطة.

فوز الثلاثاء وضع ليفربول في صدارة الدوري الممتاز موقتا بفارق نقطة أمام مانشستر سيتي، فيما يتخلف يونايتد عن غريمه التاريخي بفارق 22 نقطة وبات مهدداً حتى بالغياب عن دوري أبطال أوروبا، المسابقة التي ودعها من ثمن النهائي بالخسارة إياباً على أرضه أمام أتلتيكو مدريد الإسباني، فيما لم يذهب حتى الى هذا البعد في كل من مسابقتي الكأس وكأس الرابطة المحليين، إذ خرج في الأولى من الدور الرابع على يد ميدلزبره من المستوى الثاني وفي الثانية من الدور الثالث على يد وست هام.

أما ليفربول، فقد وصل الى نهائي الكأس بتخطيه مانشستر سيتي في نصف النهائي، كما بلغ نصف نهائي دوري الأبطال حيث يلتقي فياريال الإسباني.

وعلى غرار ليفربول، أعطى الثبات الفني ثماره عند الجار اللدود سيتي، إذ توج بقيادة المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا بلقب الدوري ثلاث مرات وكأس الرابطة أربع مرات والكأس مرة، فيما وصل الموسم الماضي الى نهائي دوري الأبطال لأول مرة في تاريخه.