تأهل ​مانشستر سيتي​ إلى الدور نصف النهائي من ​دوري أبطال أوروبا​ لكرة القدم، مكتفياً بهدف وحيد سجّله في مباراة الذهاب أمام ​أتلتيكو مدريد​، كان كفيلاً بإهدائه التأهل. توقع الجميع ان يبدأ مدرب اتلتيكو ​دييغو سيميوني​ بخطة هجومية لاحراز هدف مبكر على الاقل ثم العودة وتحصين جدراته الدفاعية كما يحب، الا انه بدا بشكل دفاعي كلاسيكي 5-3-2، فاتجهت الانظار الى نظيره ​بيب غوارديولا​ الذي اعتمد خطة عادية 4-3-3، كي يتفادى اي مفاجأة مبكرة غير سارة تدفعه الى تغيير استراتيجيته وتفادي فك شيفرات اتلتيكو الدفاعية.


مرحلة جس النبض في بداية المباراة طال وقتها بعض الشيء، وغاب الحماس الهجومي وانحصرت الامور في وسط الملعب، مع افضلية واضحة للسيتي، مقابل تراجع للاعبي أتلتيكو لإغلاق المساحات قدر الإمكان، ولم يكن لدى الفريق المدريدي الجرأة للتقدم في ظل تعليمات دفاعية واضحة، تهدف الى ضمان عدم تلقي هدف آخر يعقّد الامور.ومع تطبيق خطة كل من المدربين، كانت نسبة إستحواذ السيتي على الكرة عالية ووصلت مع نهاية الشوط الأول إلى 70 % انما من دون اهداف.

سيميوني قلب الامور

حاول "الروخا بلانكو" تقديم بداية أفضل في الشوط الثاني حيث بدت وكأن تعليمات سيميوني تعدّلت وقضت بمحاولة التدقم اكثر، في ظل قلق من السيتي من ترك مساحات في الخلف،مفضلاً الإعتماد اكثر على الهجمات المرتدة خاصة مع إصابة ​دي بروين​ عند الدقيقة 65 ودخول ستيرلينغ مكانه، وعودة سيلفا لخط الوسط وهو ما غيّر نوعا ما سير المباراة.ومع تقدم الوقت، قرر المدرب الارجنتيني احداث انتفاضة ولعب كل اوراقه، فأخرج كل من ​غريزمان​، كوكي ولودي ودفع ب​كوريا​، كاراسكو ودي بول مع رغبة صريحة في تفعيل العمل عبر الأطراف خاصة أن السيتي عاد للخلف ولم يعد يتقدم نحو الأمام. نجحت الخطة وبدا اتلتيكو اكثر عدائية وتهديداً لمرمى ايدرسون، ووضع ضغطاً كبيراً على دفاع الفريق الانكليزي وحارسه الذي تدخل اكثر من مرة لتعطيل كرات خطيرة وفرص لو كتب لها النجاح، لغيّرت منحى المباراة. قرأ غوارديولا السيناريو الجديد، فاستعان بآكي بدل واكر، وبفيرناندينيو مكان سيلفا، وتحول الى لاعبي إرتكاز صريحين لحماية رباعي خط الدفاع، وبالفعل نجح في الصمود للحفاظ على النتيجة وضمان التأهل.