بعد فشل منتخبي ​مصر​ و​الجزائر​ بالتأهل لبطولة ​كأس العالم 2022​ في ​قطر​، تعود الى الذاكرة المباراة المصيرية بين المنتخبين في عام 2009، خلال التصفيات المؤهلة لمونديال ​جنوب أفريقيا 2010​، والتي أقيمت في ملعب المريخ في مدينة أم درمان، في العاصمة السودانية الخرطوم.

كانت تلك المباراة بين البلدين الشقيقين واحدة من أكثر المباريات إثارة لما حملته من توتر وأهمية قبل المباراة وبعدها حتى.

ففي المباراة السابقة بينهما، كان المنتخب المصري قد نجح بتحقيق فوز على حساب الجزائر بنتيجة 2-0 على استاد القاهرة، ليتعادل بالنقاط، والأهداف المسجلة وبفارق الأهداف كذلك مع منتخب الجزائر، ليحتكم المنتخبان إلى مباراة فاصلة أقيمت بعد ذلك في السودان.

لكن المباراة في مصر لم تمر مرور الكرام، حيث سبق المباراة هجوم على حافلة المنتخب الجزائري، بالإضافة الى هجوم الكتروني على بعض الصحف الجزائرية، وتوتر ديبلوماسي بين دولتي مصر والجزائر كذلك.

وبعد ذلك سعت السودان للتخفيف من شدة الإحتقان من خلال استضافة المباراة، وحضور الرئيس السوداني آنذاك عمر البشير في مدرجات الملعب.

وسعت السلطات السودانية قدر الإمكان للسيطرة على الوضع الأمني والجماهيري، وكانت قد قررت بإغلاق المدارس ونشر أكثر من 15 ألف شرطي في شوارع المدينة قبل ساعات على إنطلاق المباراة.

وفي تفاصيل اللقاء، لعبت المباراة بطابع المباريات النهائية والحاسمة، لما تحمله من أهمية بالغة بالنسبة للمنتخبين الساعين للوصول الى كأس العالم بعد غياب طويل جداً.

فالجيل الذهبي للمنتخب المصري الذي هيمن على أفريقيا في تلك الحقبة، لطالما فشل بالوصول الى كأس العالم، ورأى الكثيرون ان تلك الفرصة كانت الأخيرة لأمثال محمد أبو تريكة وحسام حسن للوصول الى المونديال.

ومن جهة أخرى فإن المنتخب الجزائري كان يمتلك عناصر مميزة هو الآخر، وبدت الفرصة سانحة لمحاربي الصحراء لبلوغ المونديال للمرة الثالثة في تاريخهم.

ومع مضي دقائق المباراة بدأت الفرص الخجولة تظهر، إلا أن الشباك لم تهتز، وبدى انها ستبقى عذراء امام محاولات الفريقين.

لكن في الدقيقة 40، تمكن المدافع الجزائري عنتر يحيى من تسجيل هدف المباراة الوحيد بعد ان وصلت له كرة عرضية متقنة، نجح بإسكانها في الشباك المصرية للحارس العملاق ​عصام الحضري​ بكل إقتدار، وسط ذهول وصدمة للدفاع المصري.

وفي الشوط الثاني ارتفع نسق المباراة بعض الشيء مع خروج المنتخب المصري من مناطقه لمحاولة تعديل النتيجة، الا ان جميع المحاولات اصطدمت بالدفاع المستميت من الجزائريين.

وفي نهاية المطاف أطلق حكم اللقاء صافرته مرسلاً الجزائر إلى كأس العالم، وينهي واحدة من أعظم القصص الكروية في تاريخ كرة القدم الافريقية والعربية.