انتهت آمال ​منتخب لبنان​ في التواجد قفي نهائيات ​كأس العالم 2022​، بعد الخسارة المخيبة للآمال أمام ​منتخب سوريا​ بشكل مفاجىء وبثلاثية نظيفة. منتخب لبنان كان يمنّي النفس بتحقيق الفوز من أجل الحفاظ على آماله باحتلال المركز الثالث المؤهل للملحق، خصوصاً وأن منتخب الإمارات خسر ضد العراق، إلا أن الخسارة القاسية ضد نسور القاسيون، وضعت حداً لكل الحسابات حتى قبل مواجهة إيران في الجولة الأخيرة.

من الطبيعي ان يكثر الكلام عن المسؤوليات ومن يجب تحملها اكان الاتحاد ام الجهاز الفني ام اللاعبين، ولكن صحيفة "السبورت" الإلكترونية ارتأت ان تجول على عدد من المدربين واللاعبين السابقين للمنتخب، واستطلعت مع من تمكنت من الحديث معهم، آراءهم ونظرتهم الى ما حصل، والاسباب التي يمكن ان تكون خلف هذه النتيجة القاسية.

وفي هذا الاطار، رأى المدرب الحالي لنادي طرابلس وعضو الجهاز الفني السابق لمنتخب لبنان ​أسامة الصّقر​ (كان عضواً في الجهاز الفني لمنتخب لبنان الذي وصل إلى التصفيات النهائية لمونديال 2014)، الذي أبدى رأيه بالأسباب التي أدت إلى عدم تحقيق النتائج المروجة في التصفيات الحالية.

واعتبر الصقر، أن خسارة لبنان أمام سوريا كانت صادمة للجميع، خصوصا وان المنتخب السوري لعب بالصف الثاني في ظل خروجه من التصفيات، مضيفا: "اعتقد ان منتخب لبنان كان يستطيع الذهاب بعيدا في التصفيات، خصوصا بعد الاداء الجيد الذي ظهر عليه في بطولة كأس العرب، وبتواجد توليفة مهمة من اللاعبين المحترفين، الفرصة كانت متاحة في ظل ايضا تراجع مستوى المنتخبات المنافسة، لكن بطبيعة الحال ظروف صغيرة تحكم في كرة القدم، واتصور ان المنتخب بالغ بالاعتماد على المحترفين، الأمر كان سيفاً ذو حدّين، لان غياب اي عنصر محترف عن اي مباراة سيكون تأثيره واضحا جدا ومن الصعب تعويضه بالنظر الى الفارق بين اللاعبين المحليين واللاعبين المحترفين، وقد لاحظنا ذلك بغياب الثنائي جورج وفيليكس ملكي عن مواجهة سوريا".

وأكد الصقر، أن مشاكل منتخب لبنان لم تتغير، مذ كان في الجهاز الفني مع المدرب الألماني ​ثيو بوكر​، متابعاً: "لكن الميزة حينها ان لاعبي المنتخب كانوا على مسافة قريبة من بعضهم وعلى مسافة قريبة من الجهاز الفني كونهم تدرجوا سوياً في المنتخبات المحلية وصولا للمنتخب الأول".

وختم الصقر، داعياً إلى الإهتمام باللاعبين الصغار والناشئين والشباب، وتكريس كل العمل والجهد من قبل الإتحاد اللبناني لكرة القدم والأندية لدعهم والاهتمام بهم من أجل بناء منتخب قوي للمستقبل وجيل ناجح في كرة القدم، معتبراً أن هذا الأمر هو الأساس في بناء جيل كرة القدم ومنتخب ناجح وقادر على تحقيق الانجازات.

من جهته، اعتبر حارس مرمى ناديي البرج والانصار وحارس مرمى منتخب لبنان لكرة القدم السابق ​علي فقيه​، ان خسارة المنتخب اللبناني تعود الى العديد من الاسباب، ابرزها الضغط النفسي الذي يعيشه اللاعب على جميع المستويات المادية والمعيشية في ارض الوطن، بينما يحصل في معسكراته الخارجية على فترة اطول من الانضباط في التمارين والابتعاد عما قد يشغل باله وهو ما ينعكس ايجاباً على ادائه على ارض الملعب. واضاف فقيه ان عدم خوض المنتخب لمباريات ودية على مستوى عال، لا يساهم في الوقوف على مستوى اللاعبين واختيار الافضل منهم للمواجهات المرتقبة.

اما لاعب المنتخب السابق ومدرب نادي البرج ​فؤاد حجازي​، فأكد ان الفارق في مستوى المنتخب بات امراً ملموساً حيث يلعب خارج ارضه براحة وبطريقة متحررة اكثر من المباريات التي يلعب بها على ارضه لعدد من الاسباب منها الضغوط النفسية، وارضية الملعب التي لا تساهم في رفع المستوى الفني للاعبين، فاللاعب يخوض الدوري اللبناني على عشب اصطناعي الامر الذي يؤثر سلباً فنياً، بدنياً وذهنياً عليه.
واضاف حجازي ان اللاعب اللبناني المحلي الذي يشارك في المباريات خارج ارضه يظهر مستواه الحقيقي، واستشهد بما يقوم به الاتحاد السعودي لكرة القدم من تجهيز البنى التحتية والامكانات الفنية والبدنية انطلاقاً من الدوري المحلي الى المكافأت بعد ان اعلن عن 1.2 مليون دولار لكل لاعب في المنتخب السعودي كاضافة مالية على راتبه بعد حسم تأهله الى نهائيات كاس العالم.