يوجد في لبنان الكثير من السيدات اللواتي يقتحمن معترك الرياضات القتالية القاسية والصعبة ويبرعن فيه، لازالة الفكرة السائدة انها رياضات يحتكرها الرجال فقط. لكن مع البطلة والمدربة ​بيرلا أبي راشد​، الحديث مختلف.

وفي اليوم العالمي للمرأة، التقت صحيفة "السبورت" الإلكترونية المدربة البالغة من العمر 26 عاماً صاحبة الخبرة الرياضية الطويلة رغم صغر سنها ، فهي اعتادت على النوادي الرياضية مذ كان عمرها ست سنوات بفضل والدها الذي رحل تاركاً لها ارثاً رياضياً مشرفاً تفتخر به. وحققت أول بطولة عندما كان عمرها 9 سنوات وفي رصيدها اكثر من 14 بطولة منها بطولة لبنان وبطولة العرب قبل أن تصبح مدربة اتحادية منذ عمر الـ 15 عاما لتستلم بعدها نادي "إشتباك " Eshtibak gym في عين الرمانة الحاصل على ترخيص من وزارة الشباب والرياضة عندما كانت عمر 18 عاما والمستمر في عمله كالمعتاد.

وتعتبر بيرلا ان الفنون القتالية هي عادة رياضة ذكورية ولكنها باتت اليوم محور اهتمام الفتيات، حيث تمنحهن ثقة بالنفس وتقوي شخصيتهن من أجل تخطي كل الصعوبات. وهي بذلك فن واسلوب وخبرة ولا تحتاج الى قوة بدنية، اذ يمكن لاي شخص مهما كان ضعيفا ان يدافع عن نفسه امام اياً يكن المعتدي وبغض النظر عن قوته .

وعن نظرة الرجل تجاه المرأة التي تخوض هذه الرياضة، تؤكد ابي راشد انها تغيرت كثيرا خلال السنوات الاخيرة، بعد ان كثر الاقبال النسائي عليها نسبياً، واصبحت حاجة ضرورية، خصوصاً في ظل الاوضاع الصعبة التي يعيشها البلد، والتي تجعل من الضروري للمرأة الدفاع عن نفسها. ونلاحظ نوعاً من العتب من المدربة حيث ترى ان في لبنان يتعاملون مع الانسان الناجح ليفشل، على عكس الخارج الذي يدعم الفاشل لينجح.

وعن الفرق التي اشرفت على تدريبها، كشفت ابي راشد انها تولت العديد من الفرق منها فريق قوى الامن الداخلي للفتيات وفرق القوة الضاربة، كما دربت ايضاً فريق فوج الاطفاء الذي كانت من ضمنه الشهيدة سحر فارس التي توفيت في انفجار مرفأ بيروت وهي تقوم بواجبها ببطولة وشجاعة نادرين.

وعن طموحاتها، كشفت ابي راشد عن مشروع جدي تحضره وهو اقامة دورات سريعة "مجانية " في المدارس، لتعليم الطلاب كيفية الدفاع عن انفسهم، لان هدفها نشر هذه الرياضة اكثر من الربح المادي. ولا ننسى ان نذكر ايضاً ان من النشاطات التي تقوم بها ابي راشد، اقامة مخيمات تدريبية وبطولات محلية واقليمية، يشارك فيها العديد من الرياضيين في لبنان وخارجه، وتشدد في الختام على ان مفهوم الرياضة القتالية ليس نشر العنف، بل كسب القدرة اللازمة للدفاع عن النفس عند الحاجة، لتقوية المجتمع، كما اعطاء الثقة اللازمة للجنس اللطيف بأن امكانات المرأة كبيرة جداً ولا يحدها شيء.