استقبل ​برشلونة​ ضيفه أتلتيك بلباو في واحدة من المباريات الكلاسيكية والمميزة في كرة القدم الاسبانية، لما تحمله من اهمية رياضية وحتى سياسية.

اضف الى ذلك فإن هذا اللقاء جمع بين فريقين من اصل ثلاثة فرق لم تهبط قط الى دوري الدرجة الثانية في تاريخها.

ونستعرض اليوم واحدة من أهم المباريات التي جمعت بين الغريمين في التاريخ الحديث، وكانت في نهائي ​كأس السوبر الاسباني​ موسم ٢٠٢٠-٢٠٢١ الماضي، والتي انتهت حينها بفوز الفريق الباسكي بنتيجة ٣-٢ في الوقت الاضافي، في مباراة حملت في طياتها أحداث متقلبة ومفاجئة.

دخل برشلونة اللقاء وهو المرشح للفوز بطبيعة الحال ومدجج بنجومه على رأسهم الأرجنتيني ليونيل ​ميسي​، الذي كان يبحث عن إنجاز جديد يرضي فيه جماهير النادي الكتالوني المستاءة من تراجع نتائج الفريق قبل تلك المباراة.

أما بلباو فسلاحه الأبرز كان ولا يزال الروح القتالية الكبيرة لدى لاعبيه، والرغبة الكبيرة بالفوز أمام عمالقة الليغا والتي عززها قدوم المدرب مارسيلينو غارسيا تورال آنذاك.

بداية المباراة كانت حذرة بين الفريقين، كما هي العادة في المباريات النهائية الحساسة، واستحوذ برشلونة كعادته على الكرة في حين دافع لاعبو بلباو عن مرماهم ببسالة وانتظروا فرصة سانحة لخطف هدف التقدم.

لكن الضربة الأولى أتت من قبل البلاوغرانا، وتحديدا الفرنسي انتوان غريزمان الذي افتتح التسجيل في الدقيقة ٤٠، الا ان فرحة رجال المدرب الهولندي رونالد كومان لم تدم طويلاً، وسرعان ما ادرك بلباو التعادل عن طريق المخضرم أوسكار دي ماركوس بعد ذلك بدقيقتين، لينتهي بعد ذلك الشوط الاول بالتعادل الايجابي بهدف لمثله.

في الشوط الثاني ارتفع نسق المباراة، وتبادل الفريقان الهجمات لكن دون جدى، في ظل الغياب التوفيق عن الفريقين، اضف الى ذلك تألق الحارسين تير شتيغن من جهة واوناي سيمون من جهة اخرى.

ومع مضي الدقائق بدت أن الأمور تتجه الى الأشواط الاضافية، الا ان غريزمان اعاد البسمة لجماهير البرشا بتسجيله الهدف الثاني، بعد صناعة من زميله جوردي ألبا.

عندها ظن الجميع ان برشلونة يتجه نحو لقب جديد، لكن اسير فياليبري كان يتربص لإفساد فرحة ميسي والزملاء بهدف قاتل في الدقيقة الأخيرة مرسلاً المباراة نحو الاشواط الاضافية.

وفي الاشواط الاضافية، وجه بلباو لكمة موجعة لبرشلونة، وتمكن من خطف التقدم للمرة الاولى في اللقاء عن طريق الهداف إيناكي ويليامز في الدقيقة ٩٣.

واخذت المباراة حينها منعطف جديد، وبات المد الهجومي لبرشلونة اقوى بحثاً عن هدف التعادل بقيادة ليونيل ميسي الذي لم يبخل بمجهوده برفقة الزملاء مع اقتراب المباراة من نهايتها.

وفي محاولات برشلونة الاخيرة لإدراك التعادل، صدم ميسي الجميع بلكمه لاعب بلباو فياليبري الذي نجح باستفزازه وجعل الخصم يفقد افضل لاعبيه في وقت حساس.

وكانت تلك اللقطة المسمار الأخير في نعش برشلونة في تلك المباراة، ليتوج الفريق الباسكي باللقب ويثبت جدارته وعلو كعبه بين كبار الاندية الاسبانية.