تخلى السويدي ​نيلس فان در بول​ عن إحدى الميداليتين الذهبيتين اللتين أحرزهما في التزحلق السريع خلال ​أولمبياد بكين​ الشتوي، لصالح ابنة معارض سويدي صيني مسجون في الصين، وذلك في خطوة احتجاجية على وضع حقوق الانسان في البلد الشيوعي وفق ما أفادت الجمعة منظمة العفو الدولية.

وتوج فان در بول بطلاً لسباقي 5 و10 الآف م في التزحلق السريع خلال الأولمبياد الشتوي الذي اختتم الأحد الماضي، ليصبح بذلك عاشر متزلج يحرز الثنائية في نسخة واحدة من الألعاب.

وبحسب منظمة العفو الدولية، قرر ابن الـ25 عاماً الذي انتقد النظام الشيوعي بشدة لدى عودته من الألعاب الأولمبية، التخلي عن ذهبية سباق 10 آلاف متر الى ​أنغيلا غوي​، ابنة الناشر غوي مينهاي الذي يقضي عقوبة بالسجن لمدة عشرة أعوام في الصين.

واستلمت أنغيلا غوي الميدالية الذهبية خلال حفل بسيط الخميس في كامبريدج (بريطانيا).

وكتبت على تويتر إنها "قبلت ميداليته نيابة عن والدي. أعتقد أنه كان ليشعر بفخر كبير لو عَرَف بذلك. شكراً نيلس لكونك حليفاً وصديقاً عظيماً".

وبدوره اعتبر فان در بول أن "الحكومة الصينية استخدمت أحلامنا (في الأولمبياد الشتوي) لإضفاء الشرعية على النظام..."، مطالباً بأن "تتقلص انتهاكات حقوق الإنسان في الصين وبأن يُطلق سراح غوي مينهاي. هذه مطالب كبيرة، لكنها الشيء المعقول الوحيد الذي يمكن للمرء أن يتمناه".

وحكمت محكمة صينية في شباط/فبراير 2020 على مينهاي بالسجن لمدة 10 أعوام، بعد ادانته بنشر معلومات سريّة في الخارج خلافاً للقانون.

وكان غوي يعمل في ه​ونغ كونغ​ لحساب دار النشر "مايتي كارنت" التي استفادت من أجواء الحرية في هذه المنطقة التي تتمتع بحكم ذاتي لإصدار كتب تتضمن معلومات عن الحياة الخاصة للقادة الصينيين، محظورة في الصين القارية.

وفقد غوي وأربعة من زملائه في 2015 في تايلاند حيث كان يقضي عطلة قبل أن يظهر في سجن صيني و"يقرّ" على شاشة التلفزيون الرسمي الصيني بأنّه سلّم نفسه للسلطات بسبب تورّطه في حادث مروري وقع في نينغبو في 2003 وأسفر عن مصرع طالبة.

وأعلنت السلطات حينذاك انها أفرجت عنه في تشرين الأول/أكتوبر. لكن ابنته أنغيلا غوي أكدت أنه وضع في الإقامة الجبرية في نينغبو.

وفي كانون الثاني/يناير 2018، أوقف غوي من جديد في قطار متوجه إلى بكين، بينما كان برفقة دبلوماسيين سويديين، من أجل موعد مع طبيب.

وظهر بعد ذلك من جديد على التلفزيون الصيني ليتهم السويد بأنها استخدمته "كحجر شطرنج"، مقراً بأنه "خالف القانون".

لكن مؤيّديه وأسرته يتهمون السلطات الصينية بأنّها اعتقلته في إطار حملة قمع سياسي تشنّها لإسكات المعارضين للنظام ومنتقديه.

ودانت ستوكهولم بشدة في شباط/فبراير 2018 "التوقيف الوحشي" لغوي، معتبرة أنه مخالف "للقواعد الدولية الأساسية حول الدعم القنصلي".