يعود العداء الإيطالي ​لامونت مارسيل جاكوبس​، البطل الأولمبي المفاجأة في سباق 100 م في ​أولمبياد طوكيو​ الصيف الماضي، إلى المنافسات الجمعة من خلال المشاركة في سباق 60 م ضمن لقاء ​برلين​ الدولي في ألعاب القوى، بعد أن اضطر مؤخرًا إلى الرد على شبهات تناول المنشطات التي أثارتها ميداليته الذهبية الأولمبية.

ولم تطأ قدما العداء البالغ من العمر 27 عامًا، المضمار منذ لقبيه الأولمبيين في طوكيو في سباق 100 م وسباق التتابع 4 مرات 100 م مع منتخب بلاده. وتحضيرًا لعودته أجرى بعض المقابلات الصحافية دون التهرب من الأسئلة الحرجة.

وقال الأسبوع الماضي في مقابلة مطولة مع صحيفة "دايلي تلغراف" البريطانية اليومية التي سألته إذا كان تناول مواد منشطة محظورة في مسيرته الاحترافية "بصفتي رياضيًا أمثل بلدي، لن أفعل أبدًا أي شيء يمكن أن يشوه سمعتي أو سمعة بلدي".

وأذهل جاكوبس، المولود في الولايات المتحدة لوالد أميركي لكن ترعرع في إيطاليا بلد والدته، عالم أم الألعاب بفوزه بلقب سباق 100 م الأولمبي بزمن 9,80 ثوان (رقم قياسي أوروبي)، بعد ثلاثة أشهر فقط من نزوله تحت عشر ثوان لأول مرة في مسيرته الاحترافية.

حتى أن أسطورة العاب القوى الجامايكي أوساين بولت حامل الرقم القياسي العالمي منذ 2009 بزمن 9.58 ثوان قال في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي في حديث لوكالة فرانس برس إن مشاهدة سباق 100 م من جامايكا كان محبطاً بالنسبة اليه، في ظل تقهقر مواطنيه وخطف جاكوبس ذهبية صادمة بعدما خاض الألعاب كعداء غير مرشح للفوز.

وأضاف بولت (35 عاماً) أن زمن 9.80 ثوانٍ الذي سجله جاكوبس في طوكيو كان في متناوله برغم اعتزاله سباقات المضمار بعد بطولة العالم 2017.

ولجأ جاكوبس إلى مواقع التواصل الاجتماعي بعدها لتحدّي بولت، حامل 8 ذهبيات أولمبية و11 في بطولة العالم، وكتب "أنت بطلي، لذا شكراً للتقدير! لكنك قلت أيضاً انه كان بمقدورك الفوز، لذا أنا جاهز للتحدّي!".

وأثار اللقب الأوروبي داخل قاعة في سباق 60 م الذي حصل عليه جاكوبس الشتاء الماضي بزمن 6,47 ثوان بعض الدهشة أيضا.

وتساءل بعض الخبراء كيف يمكن تحقيق هذا التطور السريع دون مساعدة المنشطات، خاصة وأن أخصائي التغذية الخاص به جاكومو سباتسيني وجد نفسه متورطًا في الأشهر الأخيرة في قضية منشطات، قبل أن تتم تبرئته تمامًا من قبل العدالة الإيطالية في كانون الثاني/يناير الماضي.

- "دم، عرق ودموع" -

على سبيل التوضيح، أكد جاكوبس أنه لفترة طويلة جدًا أعطى الأولوية في مسيرته للوثب الطويل، واختار فقط العدو في وقت لاحق في مسيرته.

وأضاف أن هذه القفزة في الأرقام "تحدث إذا جئت من تخصص آخر"، موضحا "حقيقة أنك لم تعمل على مسافة 100 م طوال مسيرتك يتيح لك التقدم بشكل أسرع أكثر وأكثر".

وتابع "انتصاراتي هي نتيجة عمل شاق جدا، وعمل لم يره أحد، وعمل بالدم والعرق والدموع والإصابات".

ويبقى أن الحماس الذي أثارته ميدالياته في إيطاليا تلطَّخ جزئيا بالشكوك التي تعززت على الفور بقراره المفاجئ بإنهاء موسمه عشية ختام أولمبياد طوكيو.

وبرَّر جاكوبس قراره في حديثه إلى "دايلي تلغراف" بقوله "كنت بحاجة إلى تجديد جسدي وروحي".

بعد 187 يومًا بالضبط من تتويجه في اليابان، وصل جاكوبس إلى برلين بعد شهر من الاستعدادات المكثفة في مدينة تينيريفي الإسبانية.

وأكد جاكوبس أنه لم يحدد لنفسه أي هدف زمني لهذه العودة إلى المضمار، وقال لوسائل الإعلام الإيطالية "توقع الرقم القياسي الأوروبي (6,42 ثوان للبريطاني دواين تشامبرز) سيكون مخاطرة، "لكنه هدفي في الموسم داخل قاعة".

وأضاف "السباق الأول يجب أن يكون استعدادا لما يليه من السباقات: استعادة الأحاسيس، وسلاسة السباق، والدينامية. لن أركض في برلين لأحقق وقتا محددا، سيكون هدفي هو الفوز".

سيكون أخطر منافسيه الجمعة عداؤو السرعة الألمان ​دنيتس ألماس​ ولوكاس أنساه-بيبراه و​كيفن كرانتس​ و​مارفين شولته​.