شهدت بعض المباريات في ​الدوري الإيطالي​ لكرة القدم التي جرت بتاريخ 17/1/2022، حالات تحكيمية مثيرة للجدل، وسنتوقف عند ثلاث حالات تحديداً شهدتها مباراتا ​ميلان​ و​فيورنتينا​، لشرحها بطريقة مهنية ووفق ما تنص عليه القوانين:

*إي سي ميلان – ​سبيزيا​:

1. الحالة الأولى كانت عند الدقيقة 42 حيث طالب ميلان بركلة جزاء بعد احتكاك بين حارس سبيزيا واللاعب ​لياو​، لكن الحكم أمر بمتابعة اللعب وقراره خاطئ.
شرح الحالة: لم يصب حارس مرمى سبيزيا الكرة، بل أصاب قدم اللاعب لياو، وهو ما دفع بحكم تقنية الفيديو الطلب من الحكم الرئيسي مشاهدة اللقطة من خلال الشاشة، فاقتنع الاخير واحتسب ركلة جزاء. وهنا لا بد ايضاً من الاشارة الى وجوب تحمل الحكم المساعد مسؤولية، فاالحالة كانت قريبة منه ولم يكن هناك سوى الحارس واللاعب، وبالتالي كان من السهل عليه متابعة الحالة ومساعدة الحكم الرئيسي في اتخاذ القرار.

2. الحالة الثانية كانت عند الدقيقة 92 حيث ارتكب الحكم هفوة كبيرة فأعلن عن مخالفة على حدود منطقة جزاء سبيزيا لصالح ميلان،ولكن الكرة وصلت الى لاعب ميلان وسدد الكرة فدخلت الشباك، وبالتالي لو انتظر الحكم جزءا من الثانية قبل اطلاق صافرته واتاح الفرصة للمهاجمين، لكان الفريق سجل هدفا، لكنه تسرع وبشكل غير مقصود وأعلن عن الخطأ.
شرح الحالة: لا بد من التذكير بتعليمات" الفيفا" وقانون اللعبة الذي يفضل أن ينتظر الحكم ثانية أو اثنتين قبل الإعلان عن مخالفة، وذلك افساحاً في المجال امام اللاعبين لاكمال الهجوم، لكن الحكم لم يقم بذلك. وما حصل هو ان الحكم في هذه الحالة ادرك ما قام به، واعترف سريعا بخطئه واعتذر من لاعبي ميلان، لكن ذلك لا يغيّر شيئا في القانون، فخسر الميلان هدفاً في الدقائق القاتلة واكتفى بركلة حرة.

فيورنتينا – ​جنوى​:

-الحالة الأهم في هذه المباراة كانت عند الدقيقة 11 حيث طالب فيورنتينا بركلة جزاء بعد احتكاك بين مدافع جنوى ومهاجم فيورنتينا، لكن الحكم أمر بمتابعة اللعب وأشار بيده إلى أن مدافع جنوى لعب الكرة وقراره خاطئ.
شرح الحالة:تزحلق لاعب جنوى وأصاب بشكل مباشر قدم مهاجم فيورنتينا ولم يصب الكرة إطلاقا. وعلى الرغم من قرب الحكم من الحالة وتمتعه بزاوية رؤية واضحة، لكنه قدر الحالة بشكل خاطئ. ووجد حكم الفيديو نفسه ملزماً بالتدخل لتنبيه الحكم الرئيسي بوجود خطأ. وعند مراجعة الحكم للحادثة مجدداً، عمد الى احتساب ركلة جزاء لصالح فيورنتينا.كما انه لا بد من الإشارة إلى أنه لا ينصح للحكم في مثل هذها الحالة القريبة منه، اصدار قراره بعدم وجوجد مخالفة ثم تغييره بعد مراجعة الفيديو، لانه يشكل احراجاً له، فالفيديو يستعان به عند الحالات البعيدة عن حقل نظره او التي تكون فيها الرؤية غير واحصة بالنسبة اليه.