لم تكن مباراة الكلاسيكو التي اقيمت على ارض السعودية بين ​ريال مدريد​ و​برشلونة​، كما كانت متوقعة. فالفريق الكتالوني لم يكن يبدو وانه تعافى من كارثة الطلاق بينه وبين النجم الارجنتيني ​ليونيل ميسي​، حيث يتذبذب اداءه وتراجع في الدوري الى مراكز لا يعرفها من قبل، واضطر الى الاستعانة بنجمه السابق ​تشافي هيرنانديز​ لاعادة الفريق الى السكلة الصحيحة.

في المقابل، كان الريال ينعم بفترة ذهبية، بفضل تألق نجمه الفرنسي كريم بنزيما من جهة، وتآلفه مع المدرب ​كارلو انشيلوتي​ من جهة ثانية، حيث يتصدر الليغا حالياً واستفاق من نكبة الخسارة الاوروبية امام فريق "شريف".

وعليه، كان الجميع يتوقع ان تكون المباراة سهلة على الفريق الملكي، وانه سيعمد الى انهائها باكراً. لكن تشافي واللاعبين كان لهم رأي آخر، اذ انه على الرغم من الاستعانة بحماسة الشباب وقلة الخبرة، استفاد برشلونة من الثقة المفرطة على ما يبدو للريال، فلم يكتف بالحرب الكبيرة التي كانت تخاض وسط الملعب، بل كان يصل الى مرمى الحارس كورتوا بسهولة تامة، وكاد ان يحرج الملكي في اكثر من مناسبة.

ومن تابع المباراة، فوجىء حتماً باندفاعة لاعبي البرسا، وبـ"َضياع" دفاع الريال الذي لم يستطع المحافظة على تقدم الفريق في الدقائق القاتلة من عمر المباراة، فتلقى هدف التعادل ليحتكم الفريقان الى وقت اضافي.

برشلونة في السعودية كان غير برشلونة في اسبانيا، والامر نفسه ينطبق على الريال انما بطريقة سلبية، حتى ان البعض ذهب الى اعتبار ان مناخ المملكة لم يلائم الفريق الملكي، على عكس الفريق الكتالوني. ولكن الحق يقال ان برشلونة قدّم صورة جميلة له، واعاد القيمة الى مباريات الكلاسيكو، على الرغم من الخسارة التي مني بها مع نهاية المباراة.

السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل هي انتفاضة مؤقتة لبرشلونة ام انه بدأ بالفعل استعادة صورته الزاهية؟ وفي المقابل، هل هي مباراة "سوء حظ" للريال ام انه اخذ مسار التراجع؟

في الواقع من المبكر الاجابة على هذا السؤال، ولكن مما لاشك فيه انه في ما يخص برشلونة، فإن اعادة تشافي الى النادي كان الخيار الصحيح، لانه اعطى الثقة للاعبين الذين رأوا فيه املاً جديداً بدل المدرب المخضرم ​رونالد كومان​ الذي اعطى ما لديه، ولكنه لم ينجح في التعامل مع ضربة ميسي القاضية، فيما تشافي بدأ من الصفر واعاد عملية البناء.

وعلى خط آخر، لا يمكن الاعتماد على تراجع الريال، فهو على الرغم من كل شيء، تمكن من الفوز بالمباراة ووصل الى النهائي، و"الهشاشة" الدفاعية التي عانى منها خلال هذه المباراة، قد تكون بمثابة "غيمة صيف" خصوصاً وان ​ميليتاو​ لم يكن بأفضل حالاته ناهيك عن غياب اللاعب ​ألابا​، وبالتالي سيبقى الفريق رقماً صعباً في المعادلة الاسبانية والاوروبية حتى اشعار آخر.