سنعود بالذاكرة في تقريرنا من مباريات لا تنسى الى العام 1984 وتحديدا التصفيات المؤهلة ل​كأس امم اوروبا​ والمباراة التي جمعت منتخبي ​مالطا​ و​اسبانيا​. وكان المنتخب الاسباني بحاجة للفوز وبنتيجة كبيرة لضمان التاهل على حساب ​هولندا​.

وفي العودة الى اجواء اللقاء فقد كانت هولندا متفوقة على اسبانيا قبل الجولة الاخيرة ب 3 نقاط وبفارق كبير من الاهداف وصل الى 11 هدفا مما جعل مهمة اسبانيا اكثر من مستحيلة.

وانتهى الشوط الاول من اللقاء بتقدم اسبانيا بنتيجة 3 – 1 مما صعب الامور كثيرا وفي الشوط الثاني سجلت اسبانيا 9 اهداف وفازت 12 – 1 على مالطا وتاهلت الى البطولة مكان هولندا مما فتح الكثير من التساؤلات والاتهامات بالتلاعب وعرف هذا اللقاء بخديعة العصر.

وألمح ​فيكتور سيري​ المدرب الأسبق لمنتخب مالطا إلى وجود شبهة احتيال وراء تأهل منتخب إسبانيا إلى نهائيات أمم أوروبا بعدما أشار إلى تعرض لاعبي مالطا بين شوطي المباراة للتخدير من قبل شخص مجهول.

وقالت صحيفة ماركا الإسبانية إن وفدا من التلفزيون الإسباني سافر إلى مالطا والتقى بعض اللاعبين الذين مثلوا منتخب مالطا في هذه المباراة بجانب مدربهم فيكتور سيري الذي أقيل من منصبه بعد هذه المباراة

ونقلت الصحيفة تصريحات على لسان سيري قال فيها: "تناول اللاعبون عصير ليمون بين الشوطين أعطاه لهم شخص مجهول يرتدي قميصا أبيض ثم شعروا بالإعياء في الشوط الثاني

وأضاف: "سألت الطبيب وقتها إن كان قد تم تخدير اللاعبين أتمنى ألا تكون إسبانيا قد فعلت ذلك لأنه إن كان حدث ذلك فإن كرة القدم بالنسبة لي قد انتهت".

وفي نفس السياق قال المهاجم ​سيليفيو دومانويل​ الذي خاض المباراة أساسيا وسجّل الهدف الوحيد لِمنتخب بلاده مالطا: “كان لاعبو منتخب إسبانيا يخوضون هذه المباراة بِطاقة خرافية. شقيقي يُمارس رياضة كمال الأجمال وأعرف جّيدا العقاقير المستعملة في هذا المجال”، في تلميح إلى لجوء المنافس الإسباني إلى تناول المنشّطات. عِلما أن مكافحة العقاقير المحظورة لم تكن صارمة، مثلما هو معمول به في هذه الأيّام.

لكن قائد ومدافع منتخب إسبانيا في تلك المباراة ​خوسيه أنطونيو كماتشو​ نفى هذه المزاعم، وقال: “هذا ضرب من الجنون! إذا منحهم رجل يرتدي زيًّا أبيضَ حبّات ليمون كما يزعمون فكان عليهم أن لا يتناولوها ويرمونها في سلّة القمامة بكل بساطة

للإشارة، فإن لاعبي منتخب البرازيل اتّهموا أيضا في تاريخ سابق، طبيب الفريق الأرجنتيني بِتنويمهم في ثمن نهائي مونديال إيطاليا 1990 حيث منحهم قارورة ماء بها مادّة منوّمة، خلال علاجه لِأحد اللاعبين في هذا اللقاء، الذي حسمهم زملاء دييغو أرماندو مارادونا لِمصلحتهم بِنتيجة (1-0) وتأهّلوا إلى ربع النهائي.