حزن كبير خيّم على كرة القدم اللبنانيّة في الأيام الماضية، بعد رحيل أحد أساطيرها، مدرب ​شباب الساحل​ ​محمود حموّد​، الذي تغلّب عليه فيروس كورونا.

وعُرف حمود مهاجماً مع نادي النجمة في الثمانينيات والتسعينيات، قبل انتقاله إلى التدريب حيث عمل مع أندية شباب الساحل والعهد والإخاء الأهلي عاليه والنبي شيت بالإضافة إلى المنتخب اللبناني.

رحيل الحاج حمود، في منتصف موسم 2021-2022، شكّل صدمة للاعبي شباب الساحل وإدارة النادي، خصوصا بعد الإنطلاقة المميزة للفريق في بطولة الدوري، حيث يحتل المركز الثاني، فارضا نفسه منافساً جدياً على لقب البطولة.

صحيفة السبورت الإلكترونية أجرت حواراً مع قائد شباب الساحل ​زهير عبدالله​، الذي اعتبر أن "حمود" كان بمثابة الأب بالنسبة له وللاعبين.

وعبّر عبدالله في بداية حديثه عن تعازيه الحارة للشعب اللبناني أجمع وعشاق كرة القدم اللبنانية ولأهل الفقيد برحيل "الحاج حمود" مؤكدا أن غيابه يشكّل خسارة لا تعوّض لكرة القدم في لبنان.

وأضاف عبدالله: "الحاج حمّود قامة وطنيّة، رحيله خسارة موجعة لا تعوّض، تاريخه الكروي كلاعب وكمدرب يتحدث عنه، وإنجازاته لا تعدّ ولا تصحى".

وتابع: "الحاج حمّود يتميّز بتواضعه، بروحه العالية، بروح العائلة والأسرة التي يبثّها في المحيط المتواجد فيه، وهذا ما عشناه معه في شباب الساحل، وكل الأندية التي مرّ عليها تقول نفس الأمر. علاقتي به أكبر من مجرّد علاقة بين لاعب ومدرّب، لقد كان بمثابة الأب بالنسبة لي، كل ما كان يقوله كنت ألتزم به، كونه كان يعمل من أجل المصلحة العامة في الفريق، لكن كان يعمل معنا بكل إخلاص وإحترافية".

وعن أجواء النادي في الوقت الحالي بعد رحيل الحاج حمود أشار زهير عبدالله: "الأجواء ضبابية، لكن علينا أن نواصل مسيرة الحاج حمّود، كي نصل إلى الهدف الذي كان يريد الوصول إليه، ولا ننسى أن الساحل ينافس حاليا على اللقب، ويجب أن نكمل المسيرة، وسنسعى جاهدين لتحقيق إنجاز ما ونهديه إلى روحه، لروح الحاج حمود الرّجل النبيل والمخلص في عمله، كان يستقيظ من الصباح الباكر ويتّجه قبل الجميع إلى ملعب النادي للتحضير للتمارين وللمباريات".

وعن معنويات لاعبي شباب الساحل أكمل عبدالله: "لا نخفي أننا نشعر بإحباط شديد، لقد فقدنا الأب والقدوة، وهذا أمر طبيعي، لكن علينا أن نتمتع بالقوة كي نُكمل مسيرة الحاج حمّود، رغم الألم الكبير بخسارته بيننا".

وختم عبدالله عن أجمل ذكرى تربطه به: "الذكريات كثيرة، لكن أبرزها عندما فزنا على شباب الغازية وعدنا إلى الدرجة الأولى، والثانية عندما حققنا لقب كأس النّخبة على حساب الأنصار".