وأخيراً دقت ساعة معرفة هوية بطل العالم لسباقات فورمولا واحد: لقب أول للهولندي الشاب ​ماكس فرستابن​ أو ثامن تاريخي للبريطاني ​لويس هاميلتون​، عندما يحاولان فضّ شراكتهما في الصدارة الأحد في المرحلة الأخيرة لموسم 2021 على حلبة مرسى ياس في أبوظبي.

بالنسبة للسير البريطاني البالغ 36 عاماً، سيحمل التتويج الرقم ثمانية، ما يعني انفراده بالرقم القياسي الذي يتقاسمه راهناً مع الأسطورة الألمانية ميكايل شوماخر. أما سائق ريد بول الهولندي البالغ 24 عاماً، فيبحث عن باكورة ألقابه لينزل مرسيدس عن عرشها للمرة الأولى منذ 2014.

وللمرّة الثلاثين منذ انطلاق البطولة عام 1950، ستتحدّد هوية البطل في الجولة الأخيرة. لكن هي المرة الثانية فقط، بعد 1974، يتعادل المتنافسان على اللقب بالنقاط: 369.5 بعد 21 سباقاً. آنذاك أحرز البرازلي إيمرسون فيتيبالدي اللقب أمام السويسري كلاي ريغاتزوني بفارق ثلاث نقاط.

التقط هاميلتون أنفاسه بعد تتويجه في آخر ثلاثة سباقات، لكن الافضلية ستكون لفرستابن الطامح ليصبح أول هولندي يتوج باللقب العالمي، بحال أنهيا الموسم متعادلين بالنقاط، وذلك لفوزه في تسعة سباقات مقابل ثمانية للبريطاني.

بالتالي، سيتوّج باللقب السائق الذي يسجل في أبوظبي نقاطاً أكثر، فيما يذهب اللقب لفرستابن إذا تعادلا بحال الانسحاب، أو حلولهما خارج العشرة الأوائل، أو حلول أحدهما تاسعاً مثلا والآخر عاشراً مع نقطة أسرع لفة.

ومع الاقتراب من نهاية الموسم، ارتفع منسوب التراشق الكلامي بينهما. وصل إلى قمته في النسخة الأولى من جائزة السعودية الكبرى على كورنيش جدة الأحد الماضي، حيث تصادما وتمّ تغريم فرستابن بعد مجريات دراماتيكية.

- "ستكون خشنة" -

يبقى السؤال: هل سيبحث فرستابن عن إقصاء مشترك مع خصمه، ما يمهّد له طريق اللقب، أم يتجاوز السائقان خط الوصول؟

أعاد السباق المرتقب ذكريات تصادم في منافسات ضارية بين الفرنسي آلان بروست والبرازيلي أيرتون سينا عامي 1988 و1989 في اليابان، الألماني ميكايل شوماخر والبريطاني دايمون هيل عام 1994 في أديلايد الأسترالية، وبين شوماخر والكندي جاك فيلنوف عام 1997 في خيريس الإسبانية.

دافع مدير ريد بول كريستيان هورنر عن فرستابن الذي يواجه انتقادات بأنه مستعد لفعل أي شيء بغية تحقيق الفوز "هو قوي، لكنه نظيف ولا أعتقد أنه سيكون مختلفاً هذا الأسبوع. لا أحد يريد الفوز في هذه البطولة في فخ من الحصى أو إثر تحقيق للمنظمين".

ويشبّه البعض طباع فرستابن بالألماني شوماخر الذي كان زميلاً لوالده يوس في عشرة سباقات مع فريق بينيتون العام 1994.

توقع المدير الرياضي لمنظّمي البطولة روس براون "ستكون خشنة، لن يتنازل أحدهما البتة. لكننا نريد تنافساً، ولا نرغب أن يتحدّد البطل عن طريق المنظمين وينتهي الأمر بين شكاوى واستئنافات. يجب أن ينتهي على حلبة أبوظبي وليُتوّج السائق الأفضل".

بدوره، قال مدير مرسيدس النمسوي توتو وولف "ستكون قاسية. لكن يجب أن نبقى مركزين وأقدامنا على الأرض لنكرّر ما قدمناه الأسبوع الماضي".

تابع "ممتنون للبقاء ضمن المنافسة ولاستمرار الصراع على اللقبين (مع الصانعين) ما يؤكّد التحدّي وتقديم كل فريق أفضل ما لديه. قد نفوز أو نخسر كل شيء، وهذا ما يجعل من هذه الرياضة رائعة لنا وللمشجعين".

ويتمتع فريق مرسيدس بأفضلية كبيرة على حلبة مرسى ياس، مع ستة انطلاقات من المركز الأول وتتويجات بين 2014 و2019. لكن في 2020، صنع فرستابن المفاجأة عندما انطلق من المركز الأول وأحرز لقب السباق.

لكن "العام الماضي ليس المرجع الصالح على صعيد النتائج، لأن عدة عوامل أخرى لعبت دورها" بحسب الهولندي، بدءاً من مشكلات المحرك لمرسيدس وتعافي هاميلتون من إصابته بفيروس كورونا.

كما أن سيارته ريد بول لهذا الموسم تؤدي بشكل أفضل من 2020.

وما يعزّز الشكوك حول أفضلية هاميلتون أو فرستابن، إعادة رسم المسار. أصبحت الحلبة أكثر سرعة، ما يفيد مرسيدس، لكنها مؤاتية للتجاوزات ما يجعلها مناسبة أيضاً لريد بول.

قال وولف "سنستمتع أيضاً بتحدّي خوض المنافسة على حلبة طرأ عليها عدة تغييرات. هناك مقاطع جديدة يجب فهمها وهذه خطوة نحو المجهول بالنسبة للجميع. ستكون نهاية أسبوع مثيرة...".

- مرسيدس أقرب لدى الصانعين -

وتبدو مرسيدس مرشحة لخطف لقب الصانعين، حيث تتقدم ريد بول بفارق 28 نقطة، مع 44 يمكن حصدها في السباق. لكن بحال التعادل، ستحرز ريد بول اللقب بفارق عدد الانتصارات.

ولا يتوقع أن يتغير باقي الترتيب الذي يحدّد العائدات التجارية للفرق.

لدى السائقين، تأكّد حلول الفنلندي فالتيري بوتاس (مرسيدس) والمكسيكي سيرخيو بيريس (ريد بول) ثالثاً ورابعاً توالياً.

ويبدو الصراع مفتوحاً على المركز الخامس، خارج فريقي المقدمة، بين سائق فيراري شارل لوكلير من موناكو (158)، البريطاني لاندو نوريس (ماكلارين) مع 154 نقطة، أو الإسباني كارلوس ساينس جونيور (فيراري) صاحب 149.5 نقطة.

ويودّع عالم الفئة الأولى سائق ألفا روميو الفنلندي كيمي رايكونن الذي سيعتزل عن 42 عاماً بعد 19 موسماً. خاض بطل العالم 2007 مع فيراري 349 سباقاً (رقم قياسي)، صعد فيها 103 مرات على منصة التتويج بينها 21 فوزاً و18 انطلاقاً من المركز الأوّل.

وسيترك زميله الإيطالي أنتونيو جوفيناتسي عالم الفورمولا واحد أيضاً لينضم إلى بطولة الفورمولا الكهربائية.

كما هو السباق الأخير لبوتاس مع مرسديس قبل انضمامه إلى ألفا روميو، وللبريطاني جورج راسل مع وليامس قبل ترقيته إلى مرسيدس.