أعرب نجوم كرة المضرب حول العالم عن دعمهم المطلق لقرار رابطة اللاعبات المحترفات بتعليق جميع الدورات المقررة في الصين وذلك بسبب مخاوف بشأن سلامة اللاعبة ​بينغ شواي​ .

وكانت الرابطة اتخذت هذا القرا بعد أن أعرب رئيسها التنفيذي ​ستيف سايمون​ عن "شكوك جدية" بشأن سلامة اللاعبة التي اتهمت نائب رئيس الوزراء السابق بالاعتداء عليها جنسيًا.

وجدد سايمون دعوته للصين لإجراء "تحقيق كامل وشفاف، من دون رقابة" في مزاعم بينغ التي كشفت أن نائب رئيس الوزراء السابق تشانغ غاولي الذي كان من 2013 إلى 2018 من بين أكثر سبعة سياسيين نفوذا في الصين، "أجبرها" على ممارسة الجنس.

وحصل قرار بتعليق الدورات في الصين وهونغ كونغ أيضا على الدعم الكامل من بعض أكبر الأسماء في عالم الكرة الصفراء أمثال المصنف أول عالميًا الصربي ​نوفاك ديوكوفيتش​ والأميركية ​بيلي جين كينغ​ مؤسسة "دبليو تي ايه".

من المتوقع أن يؤدي هذا القرار الى خسائر بملايين الدولارات للرابطة كون الصين تشكل واحدة من أكبر أسواقها.

ووصف ديوكوفيتش بعد قيادته صربيا إلى نصف نهائي كأس ديفيز القرار بأنه "جريء وشجاع للغاية"، بينما هنأت كينغ المتوجة بـ12 لقبًا في البطولات الأربع الكبرى في تغريدة الرابطة ورئيسها على "اتخاذ موقف قوي في الدفاع عن حقوق الإنسان في الصين وحول العالم. دبليو تي ايه تسير على الجانب الصحيح من التاريخ في دعم لاعباتنا".

أما الاميركية التشيكوسلوفاكية الأصل ​مارتينا نافراتيلوفا​ الفائزة بـ18 لقبًا في الغراند سلام، فقد تحدّت سريعًا في تغريدة اللجنة الاولمبية الدولية لاتخاذ خطوة مماثلة وكتبت متوجهة إليها "حتى الآن، بالكاد أستطيع أن أسمعكم!!!" على هامش استضافة الصين لأولمبياد بكين الشتوي في شباط/فبراير المقبل.

وأضافت "هذا موقف شجاع من قبل ستيف سايمون والرابطة بإيلاء مبادئنا أهمية أكبر من المال وندافع عن النساء في كل مكان وخاصة بينغ شواي".

ظلت بكين متحفظة قائلة إن الوضع المحيط ببينغ "تم تضخيمه بشكل متعمد وخبيث".

من ناحيته اكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ون بين الخميس إن بلاده "تعارض بشدة أفعال تسييس الرياضة"، خلال رد مقتضب على الصحافيين.

كما نقلت صحيفة "غلوبل تايمز" الحكومية عن الاتحاد الصيني لكرة المضرب "استياءه ومعارضته الشديدة" لقرار رابطة المحترفات.

كانت بينغ (35 عامًا)، بطلة ويمبلدون ورولان غاروس سابقاً في الزوجي، في قلب الاهتمام الدولي الشديد خلال الشهر الماضي.

لم يعرف عن مكان تواجدها لمدة ثلاثة أسابيع بعد مزاعمها على موقع ويبو الموازي لتويتر في الصين، بشأن تشانغ وهو الآن في السبعينيات من عمره، الذي أجبرها على ممارسة الجنس خلال علاقة استمرت لسنوات.

وسرعان ما تم حذف هذه الاتهامات عن الانترنت في الصين التي نشرت في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر، كما حُذفت أي أدلة عن مزاعمها الخاضعة لرقابة مشددة.

وبعد احتجاجات دولية، نشرت وسائل الإعلام الحكومية الصينية سلسلة من اللقطات لللاعبة وهي في غرفة في منزلها تفيد بأن الامور تسير على ما يرام مع الرياضية، وأنسبت إليها رسالة بعثتها الى رابطة المحترفات.

ظهرت في إحدى بطولات كرة المضرب في بكين بحسب صور رسمية من الحدث وفي مطعم في العاصمة الصينية، بعد تزايد الضغوط الدولية للحصول على معلومات حول وضعها، ثم أجرت مقابلة مع رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ عبر الفيديو لمدة 30 دقيقة في 21 من الشهر الماضي. ولكن لا تزال هناك مخاوف بشأن مدى حريتها.

أعادت حالة عدم اليقين بشأن بينغ إشعال النداءات لمقاطعة ألعاب بكين ديبلوماسيًا بسبب سجل الصين في مجال حقوق الإنسان.

وقال سايمون في بيان الرابطة الاربعاء "بضمير حيّ، لا أرى كيف يمكنني أن أطلب من الرياضيات المنافسة هناك عندما لا يُسمح لبينغ شواي بالتواصل بحرية، ويبدو أنها تعرّضت لضغوط لتناقض مزاعمها المتعلقة بالاعتداء الجنسي".

وأضاف "نظراً للوضع الحالي، أشعر بقلق بالغ بشأن المخاطر التي قد تواجهها جميع لاعباتنا وموظفينا إذا كنا سنقيم أحداثًا في الصين خلال عام 2022".

وطالب الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والولايات المتحدة وبريطانيا بتقديم دليل على مكان وجود بينغ وصحتها.

لم يتم الإعلان عن جدول مسابقات الرابطة للعام المقبل، لكن من غير المرجح أن تستضيف الصين منافسات دولية كبرى - باستثناء الأولمبياد الشتوي - في المدى القريب بسبب سياساتها الصارمة المتعلقة بجائحة فيروس كورونا.

في عام 2019، استضافت الصين 10 أحداث مرتبطة بـ"دبليو تي ايه" وبلغ إجمالي الجوائز المالية 30 مليون دولار.

وقال سايمون في حديث لشبكة "سي أن أن" الاميركية إنه لم يتمكن من التواصل مع بينغ رغم محاولات عدة.

ولدى سؤاله عما إذا تواصلت أي شركة راعية للأولمبياد أو رياضات أخرى ذات سوق كبير في الصين، مثل رابطة دوري كرة السلة الاميركي للمحترفين، مع "دبليو تي ايه" قال سايمون "لم نسمع من الشركاء في الألعاب الأولمبية أو غيرها ذات النفوذ في الصين".

وتابع "موقفنا هنا واضح جدًا جدًا: يمكنني فقط تخيل العواطف والمشاعر التي من المحتمل أن تعيشها بينغ الآن. نأمل ألا تشعر أن أيًا من هذا هو خطأها ونحن فخورون بها".