حسم ​العهد​ قمة الجولة السادسة من ​الدوري اللبناني​ لكرة القدم والتي جمعته مع ​الأنصار​ حيث هزمه 2-صفر. ويمكن القول ان الانصار تأثر كثيراً بالهدف الاول الذي تلقاه وكان بمثابة "صعقة" لم يفق من تأثيرها، اذ لم يحتج العهد إلا إلى 44 ثانية فقط من أجل افتتاح التسجيل عبر مدافعه نور منصور، في سيناريو قلب المباراة رأسا على عقب. وسقطت بالتالي كل الخطط التي وضعها مدرب الأنصار ​روبيرت جاسبرت​ واستراتيجية 4-2-3-1 التي كان يأمل ان يفوز فيها على نظيره ​باسم مرمر​ مدرب العهد الذي كان اكثر كلاسيكية في خطته القائمة على 4-3-3.

ضياع أنصاري
وجد الأنصار نفسه متأخرا بشكل مبكر، ما فرض عليه الإندفاع نحو الهجوم لتعديل النتيجة، فيما بدا العهد اكثر راحة في طريقة اللعب وعمد الى تثبيت نفسه في الخطوط الخلفية، والإعتماد على الهجمات المرتدة. لم يكن الأنصار قادرا على إظهار ردة فعل حقيقية حيث بدت خطوطه مفككة نوعا ما، مع غياب الحلول الهجومية وعدم وجود خط وسط قوي ليكون الرابط الكفيل ببناء اللعب من الخلف، حيث غلبت العشوائية على اداء مهاجميه، فكانت الكرات تقطع بسهولة قبل أن تصل للثلث الأخير من الملعب، مع وجوب الاشادة بالانضباط التكتيكي العالي المستوى من العهد وتحديدا في وسط الملعب.
حصل العهد على كثير من الهجمات المرتدة السريعة نتيجة ضعف ارتداد الأنصار عند خسارة الكرة، حيث كان محمد حيدر "بيضة القبان" في خط الوسط والقادر على تسريع الإيقاع متى شاء، لكن اللمسة الأخيرة كانت غائبة وسط تألق من الحارس الأنصاري نزيه أسعد الذي نجح في ابقاء النتيجة على حالها بتصديه لأكثر من كرة خطرة.

هدف تأكيد الفوز
لم يكن الأنصار قادرا على إظهار أية ردة فعل هجومية، وكان لدى جاسبرت ورقة واحدة على دكة البدلاء هي فايز شمسين، استعملها عند الدقيقة 56، لكن خط وسط الأنصار كان غائبا وسط محاولات من ماجد عثمان، الا ان العيب كان في غياب الإستراتيجة الهجومية، وبدا واضحاً عدم وجود حركة عبر طرفي الملعب ولا العمق الهجومي في منطقة جزاء العهد، بل مجرد محاولات خجولة فردية لدرجة أن الحارس العهداوي مصطفى مطر لم يختبر في أي كرة حقيقية.
في المقابل، كان العهد ناجحا في التحكم بإيقاع اللعب، حيث ترجع ونجح في قطع الكرات والتمركز الجيد في خط الوسط، مع تبديلات ناجحة من قبل المدرب باسم مرمر حافظ بها على جودة الفريق من الناحية الدفاعية. وقبيل نهاية المباراة، اطلق محمد ناصر عند الدقيقة 90 رصاصة الرحمة بهدف ثان لفريقه الذي فاز بعد سيطرة فنية وتكتيكية من البداية.
اما خسارة الانصار فهي بمثابة دق ناقوس الخطر، خصوصاً وانه لم يقدم أي شيئ يذكر فنيا طوال دقائق المباراة، وعليه العمل جدياً لتفادي هذه المعضلة.