خسر منتخب ​لبنان​ أمام منتخب إيران 2-1 بطريقة دراماتيكية في المباراة ضمن الجولة الخامسة من الدور النهائي لتصفيات كأس العالم لقارة آسيا. النتيجة مأساوية بالنسبة الى اللبنانيين، لانهم تقدموا طوال وقت المباراة، وذاقوا طعم النقاط الثلاث الى ان بأ الوقت المحتسب بدل عن ضائع، فضاعت النقاط الثلاث وذهبت بالكامل الى ال​ايران​يين.

سعى منتخب إيران إلى تسجيل هدف مبكر يريح به أعصابه ويتحكم بسيناريو المباراة، لكن لبنان كان جيدا في الثلث الأخير من الملعب وطبّق خطة مدربه ايفان هاسيك 4-4-2 بشكل جيد، مع انتشار مثالي من قبل اللاعبين والرجوع إلى الخلف ككتلة واحدة ثم الإعتماد على انطلاقات باسل جرادة ومحمد قدوح ومن ورائهم العقل المدبر محمد حيدر، فقطعوا الطريق امام سيناريو درب ايران دراغان سكوسيتش وخطته 4-2-3-1.

واعتمد منتخب إيران على الكرات العرضية والتقدم من أطراف الملعب من أجل إيجاد الكثافة العددية اللازمة،لكن السيطرة الإيرانية على الكرة كانت تنتهي بشكل سلبي، وكانت الكرات العرضية صيدا سهلا لمدافعي منتخب لبنان فضلاً عن تألق معتاد للحارس مصطفى مطر الذي تكفل بالتصدي للكرات الخطرة، فيما سعى لبنان إلى التقدم السريع ومحاولة الإحتفاظ بالكرة لتبطيئ الإيقاع الهجومي الإيراني قدر الإمكان.

هدف خيالي من سوني سعد

في الوقت الذي كان الإيرانيون يضغطون هجوميا، تمكن سوني سعد من تسجيل هدف خيالي ساعدت به الرياح كثيرا، وسط اعتقاد الإيرانيين أن الكرة خرجت لكن سعد كان له رأي آخر حيث روضها وسددها داخل شباك منتخب إيران ليتقدم لبنان عند الدقيقة 37. بعدها، سعى منتخب إيران إلى الضغط أكثر من أجل تجنب الدخول إلى غرف الملابس متأخرين، لكن لبنان صمد دفاعيا.

في الشوط الثاني، تراجع اللبنانيون للدفاع عن النتيجة، فيما نشط الجانب الايراني لرد الاعتبار، لكنه ووجه بتضييق المساحات في المنطقة الدفاعية قدر الإمكان.واعتمد الإيرانيون على الكرات الطويلة والعرضية التي عرف الدفاع اللبناني كيفية تعطيلها. ودفع المدرب هاسيك بحسين الزين مكان عباس عاصي في مركز الظهير الأيمن ليبقى منتخب لبنان صامدا. ومع مرور الوقت، بدا ان ايلااينيين مصرون على تعديل النتيجة فضغطوا وشكلوا خطراً دائماً على المرمى اللبناني، ولكن الدفاع تحمل العبء وساندهم الحارس مطر بأداء رفيع. وارتاح الايرانيون بعد خروج محمد حيدر ودخول هلال الحلوة مكانه عند الدقيقة 76، فحاصروا اللبنانيين في منطقتهم، لان حيدر كان قادرا على الصعود بالكرة وجذب الدفاع الإيراني وتخفيف الضغط عن المرمى اللبناني، كما دخل حسين الدر مكان سوني سعد ليتحول منتخب لبنان الى طريقة 5-4-1 في آخر 10 دقائق.

خمس دقائق كارثية

انتهت دقائق المباراة التسعين والنتيجة تشير إلى تقدم لبنان، والى نجاح لاعبيه في كسر المد الهجومي الايراني، واعطى الحكم خمس دقائق بدل عن ضائع، وتوقع الجميع ان يصمد لبنان هذه المدة القصيرة. لكن الرياح جرت بعكس ما اشتهت السفن اللبنانية، حيث تلقى هدفين في ظرف 4 دقائق في سيناريو مأساوي بكل ما للكلمة من معنى. وكان من المفاجئ ألا يقوم مدرب منتخب لبنان بإدخال ربيع عطايا في آخر 10 دقائق، خاصة أن الأخير يستطيع الحفاظ على الكرة ونيل بعض الأخطاء التي تكسر الإيقاع الهجومي الإيراني وتمرر الوقت، وهو نفس ما حصل في المواجهة أمام سوريا، الا ان المدرب التشيكي فضل الرجوع التام للخلف وهذا ما لم ينجح في النهاية ليضيع لبنان فرصة ذهبية لحصد نقاط ثلاث كانت ستقربه من التأهل.