حسم ​ريال مدريد​ موقعة الكلاسيكو الاولى لهذا الموسم، لصالحه بنتيجة 2-1 على ارض خصمه اللدود ​برشلونة​. نزل الفريقان الى ارض الملعب وهما يحتاجان للفوز، كل وفق دوافعه الخاصة، فالريال يرغب في البقاء في الصدارة فيما اراد برشلونة استعادة ثقة جماهيره، وصورته التي بدات تغيب بفعل النتائج المتواضعة التي يسجلها.

مدربا الفريقين ​كارلو انشيلوتي​ و​رونالد كومان​، اختارا الاسلوب نفسه للمواجهة اي 4-3-3 ، ولم تنفع صورة توددهما الى بعض قبل المباراة، في اخفاء تعطش كل منهما لتحقيق الفوز.

حاول برشلونة استغلال افضلية الارض والجمهور باكراً، فعمل من اجل الامساك بايقاع المباراة، فتحرك في طرفي الملعب وسعى إلى بناء لعب منظم من الخلف، مع دور مهم للاعبي خط الوسط في الضغط واقتناص الكرات من لاعبي الريال وعدم السماح لهم بتشكيل خطورة، لكن لعب برشلونة الهجومي لم يحمل الخطورة اللازمة ما جعل ربع الساعة الأولى من اللقاء ينحصر بفترة "جس النبض" بهدوء الى ان تمكن البرسا من خلق فرصة فائقة الخطورة كادت أن تقلب المعطيات لولا تسرع ديست في التعامل مع كرة سهلة أمام مرمى الريال.

انضباط تكتيكي للريال
بدا لافتا الإنضباط التكتيكي العالي للريال مع تقارب واضح بين الخطوط الثلاثة خاصة خطي الدفاع والوسط، ما ضيّق المساحات ومنع لاعبي برشلونة من ؤصد اي فراغ في الثلث الأخير من الملعب، مع الإعتماد على الهجمات المرتدة السريعة خاصة من الجهة اليسرى التي نشط فيها شكل لافت اللاعبان فينيسيوس وألابا في بعض الكرات. وقطف الملكي ثمر محاولته بهدف جميل من الابا عند الدقيقة 32.

لم يكن برشلونة قادرا على إظهار أي ردة فعل حقيقية في الدقائق المتبقية من الشوط الأول، حيث عانى بشكل واضح من غياب الحلول وبدا غير قادر على الإختراق رغم المحاولات الفردية من ديباي وفاتي في العمق والجهة اليسرى تحديدا، غير أن الأمور لم تحمل أي جديد في ظل حسن انتشار لاعبي الريال في ملعبهم، وهذا ما جعل الشوط الأول يمر دون أي تغيير في النتيجة.

حاول كومان بين الشوطين تعديل أوضاع فريقه هجوميا عبر إخراج منغويزا وإدخال كوتينيو، وكان من الطبيعي أن يضغط الفريق أكثر في الأمام ويندفع نحو مناطق الملكي مع زيادة واضحة في نسبة الإستحواذ على الكرة، لكن شيئا لم يتغير في الصورة الهجومية للفريق في ظل انضباط تكتيكي عالي من الريال. وشهدت آخر ثلث ساعة رمي كل مدرب بأوراقه فأخرج كومان كلا من فاتي وفرانكي دي يونغ وأدخل أغويرو وروبيرتو فيما قام مدرب الريال أنشيلوتي بإخراج رودريغو وإدخال فالفيردي لإعطاء نزعة دفاعية أكبر للفريق.

عقم هجومي واضح لبرشلونة
ما عاب برشلونة بشكل واضح هو عدم قدرة الفريق على صناعة الخطر الهجومي الحقيقي مع تسجيل امرين مهمين: الأول البطء الواضح في صناعة اللعب، ما كان يسمح للاعبي الريال بالرجوع والتمركز الجيد، مع القدرة على توقع تمريرات البرسا والوقوف بشكل مناسب لقطعها. أما الامر الثاني فكان اللعب التقليدي هجوميا مع الكرات العرضية عبر الأطراف، وسط غياب حل التسديد أو تبادل الكرات القصيرة في المساحات الضيقة وهذا ما عكس عدم وجود أي فكر هجومي واضح المعالم لكومان.

شهدت الدقائق الأخيرة نوعا من الإثارة حيث تمكن ريال مدريد من هجمة مرتدة سريعة أن يسجل هدفه الثاني عبر لوكاس فاسكيز عند الدقيقة 90+3، ورد أغويرو بتسجيل هدف حفظ ماء الوجه لبرشلونة عند الدقيقة 90+7 خرق فيه دفاعات الريال، لكن الوقت المتبقي لم يكن كافيا لبرشلونة من أجل التعويض، فكانت النقاط الثلاث من نصيب الريال.