ربما كانت اللقطة التي ظهر فيها السير ​اليكس فيرغسون​ وهو يتنفس بغضب في مدرجات أولد ترافورد، أصدق تعبير عن الحالة الكارثية التي وصل اليها ​مانشستر يونايتد​ بقيادة المدرب ​أولي غونار سولسكاير​ والتي اكتملت فصولها بالخسارة "الفضيحة" أمام ليفربول بخمسة أهداف دون رد ضمن منافسات ​الدوري الإنكليزي​ لكرة القدم.

لم يقل السير فيرغسون كلامًا موجعًا لكن نظراته وتعابير وجهه التي أظهرت الكثير من الإمتعاض،كانت أبلغ من أي كلام يمكن التفوه به تجاه ما يحصل في الشياطين الحمر على الرغم من الصفقات المدوية للفريق خلال فترة الانتقالات الصيفية والتي اعتبرها كثيرون عاملًا مؤثرًا وفاعلًا تجاه ما يمكن ان يحققه المان يونايتد سواء على الصعيد المحلي أو الأوروبي.

ليس سهلًا ان تخرج من نافذة الانتقالات وفي جعبتك سانشو وفاران وكريستيانو رونالدو، لكن من الصعب ان يكون لديك كل هؤلاء اللاعبين وتخوض الموسم بمدرب "عادي" يفتقد للطموحات وللإمكانيات مثل النروجي سولسكاير، إلا أن الأصعب هو رؤية تلك النتائج وحالة عدم الاستقرار التي يعيشها الفريق ولا تحرك ساكنًا للحد منها، مع العلم ان مانشستر يونايتد تمكن من اعتلاء الصدارة بعد وصول البرتغالي رونالدو الى أولد ترافورد، قبل أن تتبدد كل الآمال بإمكانية عودة الشياطين الحمر الى منصات التتويج هذا الموسم بسبب الكوارث الفنية على المستطيل الأخضر.

لم يفز اليونايتد في المباريات الأربع الأخيرة في البريمييرليغ، وتلقى 11 هدفًا في المباريات الثلاث الأخيرة في جميع المسابقات، وهو ما يعبر عن الحالة غير الطبيعية التي يعيشها الفريق وبدأت تنعكس بشكل سلبي على لاعبي اليونايتد من خلال ما نشاهده من استهتار ولا مبالاة على أرض الملعب في مشهد أقل ما يمكن وصفه بـ"الفوضى"، فالخسارة الأخيرة أمام ليفربول بخماسية وقبلها امام ليستر سيتي برباعية، أظهرتا للعيان ان سولسكاير لم يعد أهلًا للثقة، وان استمراره لفترة أطول في مسرح الأحلام، لن يجلب إلا الويلات على الفريق الأحمر وجماهيره.

يستحق مشجعو مانشستر يونايتد رؤية فريقهم في وضعية أفضل، خاصة بعد الجهد الكبير الذي بُذل خلال الفترة الأخيرة والإنفاق الكبير في سوق الانتقالات، لكن الغريب ان ادارة النادي لم تقتنع بعد بأن مستقبل الفريق لا يمكن أن يكون مع سولسكاير خاصة وان الأخير أثبت بما لايدع للشك مجالًا عدم قدرته على قيادة فريق كبير بحجم اليونايتد، فما بالك مع تلك التعاقدات من النجوم حيث ظننا للوهلة الأولى ان فريق الشياطين الحمر سيهمين على المسابقات المحلية والأوروبية، فإذا به يتعرض للنكسة تلو الأخرى ويتراجع الى المركز السابع في تكرار لسيناريو السنوات الماضية حيث كان الفشل هو العنوان الأبرز للنادي منذ رحيل السير اليكس فيرغسون.

يبقى القول ان الفريق ربما يكون مقبلًا على المزيد من عدم الاستقرار اذا لم يتدارك المعنيون الوضع ويشرعوا بالعلاج قبل فوات الأوان.