يمكن اعتبار مباراة الكلاسيكو بين برشلونة و​ريال مدريد​ يوم الأحد المقبل بمثابة "بدل عن ضائع"، بعد أن فقدت المواجهة أهم عناصر نجاحها ابتداءً من مغادرة ​كريستيانو رونالدو​ الميرينغي قبل أكثر من ثلاثة مواسم، ثم خروج نجم برشلونة ​ليونيل ميسي​ من الكامب نوهذا الموسم، لذلك فإن الكلاسيكوالحالي لن يرتقي إلى مصاف ما كان يُعرف بالصراع التقليدي بين أفضل نجمين في العالم والذي كان يغطي في كثير من الأحيان على المعنى الحقيقي لتلك القمة.

واذا كانت المواجهة بين الغريمين التقليديين تبقى مثيرة حتى وإن كانت تفتقد الى أبرز نجومها على مر السنوات الماضية، إلا أن الكلاسيكو الحالي سيحمل عنوانًا بارزًا وربما وحيدًا يتمثل بالنجم الأوحد لتلك المواجهة إلا وهو الفرنسي ​كريم بنزيما​ قائد ريال مدريد وأحد أفضل المهاجمين في العالم في الوقت الحالي، والذي يقدّم نفسه في الآونة الأخيرة بشكل لا يقبل الشك وبصورة لم يستطع جميع نجوم الدوريات الخمس الكبرى بمن فيهم ميسي ورونالدو ومبابي ونيمار وليفاندوفسكي وهالاند القيام بها، مما سيجعله صاحب كلمة الحسم في مباراة القمة يوم الأحد المقبل.

أضف إلى ذلك أن تألق كريم بنزيما الملفت للأنظار هذا الموسم يترافق مع تحسن كبير في مستوى الفريق تحت قيادة المدرب ​كارلو أنشيلوتي​، وهو ما انعكس على بروز العديد من اللاعبين ومنهم البرازيلي الشاب ​فينيسيوس جونيور​، ما يعني أن الأرجحية في لقاء الغريمين ستكون للفريق الملكي دون نسيان ما تحمله مباريات الكلاسيكو من مفاجآت بغض النظر عن مستوى الفريقين او ترتيبهما في جدول الدوري الاسباني.

في المقابل فإن برشلونة الذي لم يستطع إيجاد نفسه حتى الآن منذ رحيل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الى باريس سان جيرمان، فلا يزال غير جاهز لمثل تلك المواجهات القوية وهو ما بدا واضحًا من خلال ما يقدمه سواء في الدوري الاسباني أو دوري أبطال أوروبا، مع العلم ان الفريق الكاتالوني لم يقدم الصورة الحقيقية عنه أو المستوى الثابت الذي تنتظره الجماهير منذ تولي الهولندي رونالد كومان مسؤولية تدريب الفريق.

في المحصلة فإن مواجهة الكلاسيكو المنتظرة ستكون الأولى التي يغيب عنها ليونيل ميسي بشكل رسمي بعدما فقدت كريستيانو رونالدو سابقًا، لذلك يتعيّن على اللاعبين الحاليين قيادة دفة الكلاسيكو الى الوجهة التي تسعد الجماهير حول العالم، وإرساء معايير جديدة لتلك المواجهات بعدما تفرغت المباريات السابقة بإبراز حجم الصراع بين رونالدو وميسي دون ان تعطيها الأهمية المطلوبة كواحدة من أهم مباريات القمة في العالم.