يبحث سائق ​رد بول​ الهولندي ​ماكس فرستابن​ عن حتميّة الفوز على وصيفه وحامل اللقب البريطاني ​لويس هاميلتون​ بهدف تعزيز صدارته للترتيب العام الحالي للسائقين، وذلك عندما يتواجهان في ​جائزة الولايات المتحدة الكبرى​، المرحلة السابعة عشرة من بطولة العالم للفورمولا وان، على حلبة أوستن الأحد.

لا يتضمن سجل "ماد ماكس" اللاهث خلف "حلمه الأميركي" الفوز على أراضي "العم سام"، حيث اكتفى في الاعوام السابقة بحلوله ثانياً كأفضل نتيجة له (2018) وثالثاً (2019) ورابعاً (2017)، على أمل أن يُنهي "صيامه" بصعودٍ إلى أعلى عتبة على منصة التتويج ليزيد من تقدمه البالغ ست نقاط، وذلك قبل 6 سباقات من النهاية.

وقال فرستابن "لطالما كنا منافسين في الولايات المتحدة واقتربنا من تحقيق نتائج جيدة، لذا يتعلق الامر بتحويل ذلك إلى فوز الآن"، مضيفاً "نذهب إلى كل حلبة ونحن نعلم باننا ننافس للصعود إلى منصة التتويج على الأقل، ولكن أيضاً للفوز. هذا هو الفارق مع الأعوام الأخيرة".

وأردف المتصدر برصيد 262.50 نقطة "نركز جهودنا على القيام بالأفضل ودائماً نحاول الفوز، لذا لن تختلف الامور في أوستن. ستكون معركة متقاربة جديدة وأتطلع بشوق لها".

وتدرك الحظيرة النمساوية وفرستابن قوة فريق مرسيدس التي لا يمكن الاستهانة بها والهيمنة التي فرضتها منذ انضمام الجائزة الكبرى إلى روزنامة البطولة في عام 2012، حيث حقق "السير" هاميلتون، الساعي للقبه العالمي السابع وفك ارتباطه مع الاسطورة الالماني مايكل شوماخر، باكورة نجاحاته في سلسلة من خمسة انتصارات في النسخ الثماني للسباق.

وتشير الأرقام، إلى أن المركز الاول في المناسبات الثلاث الاخرى عاد إلى زميل هاميلتون، الفنلندي فالتيري بوتاس في عام 2019، وهو العام الاخير لاقامة الجائزة الكبرى بعدما غابت العام الماضي بسبب تداعيات فيروس كورونا، فيما فاز سائق رد بول السابق وأستون مارتن الحالي بطل العالم أربع مرات الالماني سيباستيان فيتل في 2013، وكان المركز الاول من نصيب الفنلندي كيمي رايكونن، سائق فيراري حينها، في 2018.

تؤكد هذه الاحصاءات، بالتزامن مع الطريقة التي ردّ فيها مرسيدس في السباقين الاخيرين في روسيا وتركيا حيث تقاسم هاميلتون وبوتاس الفوز في كل منهما، أن على رد بول الذي يتزود بمحركات هوندا بذل قصارى جهده في نهاية عطلة الاسبوع الاميركية.

وأثنى مدير "الاسهم الفضية" النمسوي توتو وولف على تطور فريقه قائلاً "كان من المشجع رؤية استمرار زخمنا في تركيا".

وأضاف: "لم نحقق الفوز في سباقين توالياً منذ فترة قصيرة، لذا من الطبيعي ارتفاع المعنويات في المصنع".

ووصف أداء بوتاس في الجولة السابقة في تركيا بانه "مهيمن، في ظروف خادعة، ليحقق فوزه الأول في هذا العام، ومن دون أخطاء قيادية. سيطر منذ البداية وهي دفعة قوية له وللفريق".

- تطور مرسيدس -

يُدين مرسيدس بعودته إلى الاجواء التنافسية وإلى مستواه المعهود إلى إدخال تعديلات جذرية على المجموعة الدافعة (المحرك) واكتساب المزيد من السرعة، على الرغم من أن قرار الفريق بتزويد سيارة هاميلتون بمحرك جديد فرض عليه عقوبة التراجع 10 مراكز عند خط انطلاق سباق تركيا، ومنعه من احتلال أفضل من المركز الخامس الاحد.

قلل وولف الذي يتوقع المزيد من التقلبات الدراماتيكية قبل اسدال الستار على صراع اللقب هذا العام، من أهمية ما حصل في اسطنبول، قائلاً "بالنسبة لهاميلتون، الصورة الاجمالية هي انه خسر نقطة أكثر مقارنة بما فعله ماكس في الجائزة الكبرى السابقة في روسيا مع تبديل مشابه للمحرك، وهو أمر بامكاننا التعايش معه".

ومقابل وجهة النظر الخاصة وصوت وولف الصارخ، اختار مدير رد بول البريطاني كريستيان هورنر رفع مستوى التحديات وزيادة الضغط على نظيره النمساوي.

وقال "قام وولف بعمل رائع بادارته هذا الفريق والحفاظ على ادائه، لكنه لم يختبر سوى الفوز".

وأضاف "لذا بالنسبة له الآن، هو نوع مختلف من الضغوطات. الأمر صعب... انضم إلى الفريق عام 2013 بعد وضع هيكلية الفريق الذي أسسه (البريطاني) روس برون (المدير الاداري والفني الحالي للفورمولا واحد). تواجد لويس أيضاً، بعدما كان قد وقّع للفريق...".

يعتبر البعض أن تصريحات هورنر مؤخراً تشير إلى أنه يشعر أيضًا بالضغوط مع اشتداد "الحرب الزائفة" الكلامية وتفوق مرسيدس في بطولة الصانعين بفارق 36 نقطة (433.50 مقابل 397.50).

ويأمل هورنر تعويض الاضرار التي من الممكن أن يعاني منها في تكساس، في الجولة المقبلة في مكسيكو، حيث يواجه عادة منافسه المباشر مرسيدس مشكلة في محرك سيارته بسبب عامل ارتفاع الحلبة عن سطح البحر.

وفي وقت عاد بوتاس إلى سكة الانتصارات، يأمل هورنر أن يحذو سائقه الوافد الجديد المكسيكي سيرجيو "تشيكو" بيريس حذو نظيره الفنلندي في تكساس بداية ومن ثم على أرضه من أجل أن يلعب دوراً حاسماً في الصراع على لقب الصانعين.

وعلى حلبة أوستن التي تتميز بالنتوءات ولكن السريعة، يأمل مرسيدس أن يستفيد من قوة محرك سيارته، وتحديداً في المقاطع المستقيمة الطويلة، ولكنه في الوقت ذاته يدرك صعوبة مهمته في حال تمكن رد بول من إيجاد أفضل معايير الضبط ستساعده في الفوز بالمزيد من الثواني في مقاطع أخرى.

خلف مرسيدس ورد بول، تتساوى الحظوظ بين فيراري وماكلارين، وذلك بعد التطور الذي أظهره "الحصان الجامح" في تركيا من ناحية السرعة مع سائقيه شارل لوكلير من موناكو صاحب المركز الرابع والاسباني كارلوس ساينز الثامن.