بين ​محمد صلاح​ و​اُنس جابر​ الكثير من الفوارق من حيث الرياضة التي يمارسها كل منهما، فالنجم المصري يلعب مع ​ليفربول الإنكليزي​ في حين أن النجمة التونسية تمارس كرة المضرب، لكن القواسم المشتركة بينهما أكبر بكثير وأعمق من الفرق بين الرياضة الجماعية والفردية، لا بل أكثر تأثيرًا وأسرع انتشارًا من كل الاعتبارات الأخرى.

وفي خضم فشل الأندية والمنتخبات العربية وعدم قدرتها على مقارعة الكبارفي البطولات العالمية، لم يتوانَ كل من محمد صلاح واُنس جابر عن تنصيب نفسيْهما سفيرين "فوق العادة" للعرب في مختلف ملاعب ودول العالم، وبكل جدارة واقتدار لم نشاهد مثلها سابقًا في تاريخ مشاركات الرياضات العربية سواء الفردية أو الجماعية قي المحافل الدولية والعالمية.

يستحق كل من صلاح وجابر تلك الإشادات التي تلاحقهما من كل حدب وصوب، ويستحق الإثنان أن يتوّجا كأفضل رياضييْن عربيين على مرّ التاريخ، لكن الأهم انهما باتا يشكلّان مصدر إلهام وفرح لكل جماهيرهما في العالم بشكل عام والوطن العربي بشكل خاص بفضل المكانة التي وصلا إليها كلٌ في رياضته المحببة.

فالنجم محمد صلاح ومنذ وصوله إلى ليفربول قبل ستة أعوام، لم يبخل في إظهار جودته وإمكانياته في الملاعب الإنكليزية والأوروبية ليثبت مرة أخرى انه لاعب من طينة عالية توازي أفضل مهاجمي العالم لا بل تمكن من وضع نفسه بين الكبار بفضل الإنجازات الكبيرة التي حققها مع الريدز محليًا وأوروبيًا، ويكفي أن ننظر إلى موقع "ابو مكة" ضمن قائمة هدافي البريمييرليغ حاليًا وفي السنوات الماضية، أو الى الأهداف التي يسجلها وطريقة إيداعها الشباك لتعرف حقًا ما يختزنه النجم المصري وهو ما أهله ليكون أفضل محترف عربي وأفريقي في الملاعب الإنكليزية.

في المقابل فإن النجمة التونسية التي كانت قبل عامين فقط تتلقى دعوة للمشاركة في البطولات العالمية، باتت اليوم أول لاعبة عربية تتواجد بين أول 10 مصنفات على العالم بعد بلوغها الدور قبل النهائي لبطولة إنديان ويلز في انجاز عربي غير مسبوق في تاريخ الكرة الصفراء، أضف الى ذلك ان اُنس جابر باتت قريبة من من المشاركة في البطولة النهائية للأساتذة التي ستقام في غوادالاخارا، التي تشارك بها أفضل 8 لاعبات في العالم.

قبل عامين من الآن، كانت جابر تحتل المركز 74 عالميًا، لكنها استفاقت اليوم على انجاز فريد وضعها في المركز الثامن عالميًا، سيفتح لها كل الابواب مستقبلًا من أجل تحقيق الحلم ألا وهو الفوز بلقب غران شليم، وهذا أمر قد لا يكون بعيد المنال إذا ما حفظت النجمة التونسية على مستواها.

يستحق كل من محمد صلاح واُنس جابر تلك المكانة التي وصلا إليها، كما ان المواطن العربي بات يعتبرهما مصدر إلهام ونجاح ومثلاً يحتذى به في رحلة البحث عن التألق والتفوق في الميادين العالمية.