حقق أتلتيكو مدريد فوزاً مهماً على ​برشلونة​ بنتيجة 2-صفر وذلك ضمن الجولة الثامنة من الدوري الإسباني لكرة القدم . كانت بداية المباراة متكافئة نوعا ما حيث حاول كل فريق فرض أسلوبه الهجومي مع أفضلية من ناحية الإستحواذ لبرشلونة، وهذا الامر لم يزعج أتلتيكو المعتاد على هذا الأسلوب، فأغلق المساحات في الخلف واعتمد على ردة الفعل وفق الخطة الموضوعة من المدرب دييغو سيميوني 3-1-4-2. وحاول برشلونة الاعتماد على الكرات القصيرة للوصول إلى العمق الدفاعي للفريق المدريدي، والاعتماد على خط الوسط لتأمين الكرات للخط الامامي، وهو ما لجا اليه المدرب ​رونالد كومان​ عبر أسلوب 4-3-3.

وبدا وكأن برشلونة بدأ يستعيد نشاطه وروحيته من خلال نسبة الإستحواذ على الكرة الذي وصل في منتصف الشوط الأول إلى 65% الا انه لم يكن فاعلاً، في ظل غياب أي شكل هجومي واضح، وعدم القدرة على إيجاد الكثافة العددية اللازمة في منطقة عمليات الخصم، الذي يعرف جيداً كيفية التحول السريع من الدفاع إلى الهجوم مع دخول المهاجمين جواو فيليكس ولويس سواريز الى العمق وفتح المساحات على الأطراف، ما سمح لليمار باستغلال خطأ دفاعي في التغطية، والتوغل لتسجيل الهدف الأول عند الدقيقة 23.

ردة فعل غائبة واستمرار المشاكل الدفاعية

لم يكن برشلونة قادرا على القيام بأية ردة فعل مع استمرار تبادل الكرات في وسط الملعب وعكس الكرات العرضية نتيجة تقدم الأظهرة للأمام، لكن اللعب الهجومي كان تقليديا ولم يشكل أي إزعاج حقيقي لدفاعات أتلتيكو، حتى أن الحارس أوبلاك لم يختبر في أي كرة فوصلت نسبة إستحواذ البرسا إلى 69 % مع نهاية الشوط، لكن من دون أي تسديدة واحدة على المرمى، في ظل إخفاقات سجلت لكوتينيو كانت بصيص امل للكتالوني للعودىة الى أجواء المباراة. وعلى عكس المتوقع، انتج الإستحواذ تقدما غير مبرر لدفاعات البرسا ليقتنص اتلتيكو هجمة مرتدة منظمة ويضاعف غلته عبر هدف ثان بتوقيع اللاعب السابق للبرسا لويس سواريز عند الدقيقة 44.

حاول كومان التحرك،فدفعبسيرجي روبيرتو بين الشوطين واخرج غونزاليز، ثم أدخل فاتي مكان كوتينيو، وفي آخر ربع ساعة أدخل دي يونغ وبويغ مكان منغويزا وخافي، لكن شكل برشلونة لم يتغير وبقي الفريق غائبا من الناحية الهجومية، مع عدم القدرة على بناء هجمة واحدة أو تكتيك يسمح باختراق دفاعات أتلتيكو المنظمة. وقد لاءم هذا الوضع بشكل تام، المدرب سيميوني الذي أدار الشوط الثاني بأفضل طريقة ممكنة، وعمد إلى تبديلات جيدة أبقت على الإيقاع المناسب للفريق وسمحت له باللعب بهدوء وتمرير الدقائق من دون أي تغيير يذكر.

كومان مفلس هجوميا

لا يختلف اثنان أن برشلونة مع المدرب كومان قد أشهر إفلاسه الهجومي، وهذا ظهر في عدة مناسبات وأخرها في هذه المباراةمع افتقاد الفريقللنفسالهجومي الحقيقي، وعدم القدرة على بناء هجمة واحدة، بل مجرد استحواذ سلبي وعدم وضوح في أدوار اللاعبين هجوميا، وبالأخص لاعبي خط الوسط والجناحين.ولا يمكن إعطاء تبريرات حقيقية، على الرغم من وجود إصابات في الفريق وغياب بعض اللاعبين المؤثرين، لأن نظام اللعب الهجومي يضعه المدرب ويظهر بوضوح سواء بإصابات أو من دون إصابات، لكن برشلونة مع كومان لا يملك أي فكر هجومي على الإطلاق.

احمد علاء الدين