من الواضح ان معركة بقاء ​رونالد كومان​ مدربًا ل​برشلونة​ من عدمها قد فتحت على مصراعيها بينه وبين رئيس النادي خوان لابورتا، خاصة في ظل النتائج المتواضعة للفريق الكاتالوني سواء في الدوري الإسباني او دوري أبطال أوروبا، وفي ظل الأزمة المالية الخانقة التي يمر بها النادي والتي كان من أحد أسبابها مغادرة النجم الأرجنتيني ​ليونيل ميسي​ الى ​باريس سان جيرمان​.

كان لافتًا البيان الذي تلاه المدرب الهولندي في المؤتمر الصحفي الذي سبق مباراة قاديش في الليغا، والعبارات التي استخدمها في معرض الدفاع عن نفسه أمام الحملة "الشرسة" التي يتعرض لها سواء من مسؤولي النادي او الصحافة الإسبانية والتي على ما يبدو جنّدت نفسها للنيل من كومان بإيعاز خفي من رئيس النادي.

لطالما شهد نادي برشلونة على مر التاريخ توترات بين المدربين ورؤساء النادي ولعل الجميع يذكر الحرب الأكثر شهرة في تاريخ برشلونة الحديث بين ​يوهان كرويف​ والرئيس السابق ​خوسيه لويس نونيز​ في تسعينيات القرن الماضي، والخلافات بين بيب غوارديولا وساندرو روسيل، لكن المعركة الحالية بين كومان ولابورتا تخطت بمفهومها الأطر الفنية الى ما يشبه الحملة المنظمة من جانب الرئيس تجاه المدرب الهولندي أو بمعنى آخر كل ما هو من "رواسب" الرئيس السابق جوسيب ماريا بارتوميو.

كومان المعروف بعناده أظهر صلابة في البيان الذي تلاه وبدا واضحًا انه قبل التحدي مع لابورتا وأبدى استعداده لمتابعة بناء الفريق رغم الأزمة الاقتصادية الحالية وبمعزل عن أي إنفاق قريب خلال فترة الانتقالات الشتوية، وهو أمر ترك الكثير من الامتعاض لدى رئيس النادي الذي اعتبر البيان غير ضروري في محاولة منه للتقليل من أهمية ما قاله المدرب الهولندي.

يدرك الجميع المحاولات التي يقوم بها خوان لابورتا في السر والعلن من أجل النيل من رونالد كومان وهو أمر لطالما اشتكى منه الأخير واعتبر الرئيس "كثير الكلام" ويتدخل في عمله، لكن من المؤكد ان تلك الحرب ستنعكس سلبًا على الفريق الذي يمر بواحدة من أسوأ أيامه منذ رحيل الأرجنتيني ليونيل ميسي هذا الموسم.

من هنا فإن التوقعات بقرب انتهائها قريبًاقد لا تبشر بالخير، مما يعني اننا بانتظار المزيد من الانتكاسات للفريق الكاتالوني سواء على الصعيد المحلي أو الاوروبي، وهذا أمر سيفتح النار على ادارة لابورتا من جانب الجماهير الكاتالونية غير المعتادة على الإخفاقات المتكررة، لكن في النهاية فإن رونالد كومان ربما يكون "الكبش" الذي سيضحي به الرئيس في وقت ليس ببعيد!.