انهى ​ليونيل ميسي​ فترة ذهبية قضاها مع ​برشلونة الاسباني​ وغادر بطريقة لا تليق بعطاءاته وانجازاته وعلاقته التي نسجها مع البرشلونيين، حيث لم يستطع النادي كسب اي مبلغ مالي، بعد انتهاء العقد واستحالة تجديده. وبغض النظر عن الاسباب التي قيل انها كانت وراء مغادرة "الاوزة الذهبية" للفريق الكتالوني، فقد ربح ​باريس سان جيرمان​ "ورقة يانصيب" بضمّه "البرغوث" الارجنتيني. وكي لا نتطرق مجدداً الى الوقائع التي باتت معروفة حول ظروف مغادرة ميسي، نتوقف عند امر بالغ الاهمية ويحظى باهتمام الكثير من المتابعين ومحبي النجم الارجنتيني، وهو: هل سينجح فعلاً في الابقاء على صورته التي لطالما اشتهر بها مع برشلونة؟ في الواقع، وصل النادي الكتالوني الى اوج قوته في الفترة التي لعب فيها ميسي الى جانب كل من لويس سواريز و​نيمار​، وكان الثلاثة يسرحون ويمرحون ويثيرون الرعب والخوف في قلوب مدافعي الفرق التي لعبوا ضدها، وحصدوا ارقاماً كبيرة من الاهداف واشتهروا بلقب احرف اسمائهم MSN.

اليوم، بات ميسي الى جانب نيمار ولاعب فرنسي شهير يتطلع اليه كثير من رؤساء الاندية العالمية لضمه وهو ​كيليان مبابي​. ولكن، على عكس ما قد يعتقد البعض، لا يمكن حصر اوجه الشبه بين الثلاثي البرشلونة والثلاثي الباريسي بوجود لاعبين مشتركين اثنين اي ميسي ونيمار، فالاختلاف بين سواريز ومبابي ولو انه مهم، الا انه ليس الوحيد. صحيح ان مبابي اكثر حيوية ونشاطاً وسرعة من سواريز، كما انه اكثر ثباتاً في المستوى واقل عدائية، الا ان الاثنين يتقاسمان حب تسجيل الاهداف وترك بصمة واضحة على المباريات التي يخوضانها. تواجد ميسي مع مجموعة من اللاعبين عرفهم واختبرهم جيداً، وعاش في برشلونة وكأنه في "منزله"، وكان على كل المغادرين توديعه، وعلى الوافدين الجدد المجيء اليه للوقوف على رأيه والتعرف اليه، وحتى المدربين كان عندهم نقطة ضعف اسمها ميسي، كل هذه المعطيات ادت الى تأقلم ميسي بشكل سريع وبديهي مع اي تشكيلة يتم وضعها في المباريات، وكان يقوم بما يريد، في الوقت الذي يريد، وبالطريقة التي يريد، فكان اكثر راحة في التعاطي مع نيمار وسواريز والاتفاق معهما بشكل تام.

اما في فرنسا، فالوضع مغاير تماماً، اذ بات على ميسي اولاً اثبات نفسه انه لا يزال اللاعب نفسه الذي ترك برشلونة، وبمقدوره تقديم كل الاداء الرائع والفنيات النادرة في بلد آخر ومع فريق آخر. وليس من السهل على اللاعب الارجنتيني، كما على اللاعبين والجهاز الفني لباريس سان جيرمان، الانسجام سريعاً مع الوضع المستجد، ومن الطبيعي ان يدرك ميسي ان ما اختبره مع نيمار في برشلونة يختلف كلياً عما يختبره مع اللاعب البرازيلي نفسه في باريس. وما حصل منذ فترة قصيرة عندما تم استبدال ميسي في المباراة، خير دليل على مدى عدم تقبّل اللاعب بعد للظروف الجديدة التي يعيشها، فهو لم يعتد يوماً على مغادرة المباراة من دون ان يطلب ذلك. ولكن اللاعبون الكبار لا يمكن الا وان يتكيّفوا مع كل العوامل التي تُفرض عليهم، ولهذا السبب تحديداً قد يكون من المبكر البدء بمقارنة الـMSN وبالثلاثي الجديد MNM، ولكن، اذا ما حسم مبابي قراره بالبقاء مع فريقه، فلن يطول الامر حتى نشهد تفاعلاً وانسجاماً كبيراً بين اللاعبين الثلاثة، ليعرف باريس سان جيرمان فترة ذهبية في تاريخه قد لا يشهد مثلها، وتصبح عندها المقاربة شرعية بين ثلاثي برشلونة وثلاثي العاصمة الفرنسية.