حقق ​بايرن ميونيخ​ فوزا مستحقا على ​برشلونة​ 3-صفر ضمن الجولة تصفيات ​دوري أبطال أوروبا​ لكرة القدم والتي جرت على ملعب الكامب نو. وبدا وكأن برشلونة لم يخرج بعد من تأثير غياب نجمه الارجنتيني السابق ​ليونيل ميسي​ صانع انجازاته وباني انتصاراته، حيث كان الفريق الكتالوني يلعب مع طيف ميسي من دون ان يجده، وافتقد بالتالي للحلول التي كان يقدمها "البرغوث" ان لجهة الاهداف او التمريرات او صناعة اللعب. في المقابل، كان البايرن اكثر ثباتاً وجهوزية، وكانت ماكينته تعمل بكل طاقتها من دون عيوب تذكر، ما جعل الفوز طبيعياً ومن دون عناء كبير.
المدير الفني للبايرن ​جوليان ناغلسمان​ لعب المباراة بالرسم التكتيكي 4-2-3-1، فيما لعب نظيره الهولندي ​رونالد كومان​ بالرسم التكتيكي 3-1-4-2.

الشوط الأول:
بدأ بايرن المباراة بقوة حيث فرض سيطرته على خط الوسط الملعب فيما تراجع برشلونة في محاولة لامتصاص فورة البايرن. ومع غياب الفرص الخطيرة، اعتمد البافاري على المثلثات الهجومية ولعب الكرات القصيرة والبينية، في مقابل عدم قدرة برشلونة على تجاوز الضغط العالي الممارس عليه وبناء الهجمات. واحكم بايرن حصاره شيئا فشيئا على منطقة جزاء برشلونة لينجح ​توماس مولر​ في افتتاح التسجيل عند الدقيقة 34. ولم يكن برشلونة قادرا على إظهار أي ردة فعل مع بقاء بايرن متحكما بإيقاع اللعب في خط الوسط واستمرار الضغط المتواصل مع الحفاظ على تقارب عناصر خط الدفاع، لينتهي الشوط بهذه النتيجة.

الشوط الثاني:
بدأ الشوط الثاني كما أنتهى الأول مع سيطرة مطلقة للبايرن على وسط الملعب وصناعة اللعب الهجومي محاولا دائما الإختراق من العمق، في ظل تباعد المسافات بين خطوط الفريق الكتالوني، ليتمكن ​ليفاندوفسكي​ من تسجيل هدف فريقه الثاني عند الدقيقة 56. بعدها، سعى كومان للتحرك واحداث تغيير في ظل غياب الفريق عن الصورة الهجومية بشكل تام، فأخرج بوسكيتس وروبيرتو وأدخل خافي وديمير في خط الوسط، لكن الأمور لم تحمل أي جديد في ظل استمرار بايرن بالنسق العالي ما أزعج برشلونة في الخروج بالكرة من ملعبه. وبدت العشوائية واضحة في نقل الكرات كما أن تقارب خطوط بايرن من بعضها ضيقت المساحات وجعلت اللعب الفعلي محصورا في وسط ملعب برشلونة. وتدخل كومان مجددأً فأخرج دي يونغ وغارسيا وأدخل كوتينيو ومينغويزا، فيما قام مدرب بايرن بتدخل أول فدفع بهيرنانديز وغنابري مكان بافار وموسيالا، ما سمح للبافاري في الإستمرار بالنفس الهجومي في ظل غياب تام للبرسا عن مجريات الأمور ليسجل ليفاندوفسكي هدفا ثالثا عند الدقيقة 85 حسم به الأمور رسميا.

ملاحظات عامة:
1. بدا بايرن فريقا قويا للغاية من دون عيوب، مع قوة هجومية كبيرة وعدم بذل مجهود كبير في الخلف دفاعيا لأن برشلونة لم يكن على مستوى المباراة فعليا. ولولا الحذر في الشوط الاول، وعدم التقدم أكثر لتسجيل الأهداف لكانت النتيجة اكبر من ذلك.
2. صورة برشلونة في هذا اللقاء كانت غائبة تماما، فلا الوسط نجح في امداد اللاعبين في الامام بالكرات، ولا شهد مرمى نوير تهديدات بارزة، حيث لم يسدد الفريق طوال 90 دقيقة أية تسديدة نحو المرمى. ما عكس الضعف الهجومي والتفكك التكتيكي خاصة في غياب الترابط بخط وسط الملعب، وهذا يدق ناقوس الخطر، خصوصاً بعد صورة جوردي البا الذي خرج منهكاً قبل انتهاء المباراة، وهو المعتاد على التفاهم الكبير مع ميسي من دون ان يدركه التعب.