على الرغم من ان الإنجاز الذي حققه ​ليونيل ميسي​ بتحطيمه الرقم القياسي المسجل باسم الاسطورة ​بيليه​ كأكثر لاعب من أميركا الجنوبية تسجيلًا للأهداف على مستوى المنتخبات، هو إنجاز شخصي يُسجل ياسم النجم الأرجنتيني، إلا أن الدموع التي ذرفها ليو عقب المباراة أمام بوليفيا والتي سجل من خلالها هاتريك، رسمت الكثير من المعاني ودحضت الكثير من الأقاويل التي كانت تساق من أجل تشويه صورة البرغوت أمام جماهيره.

هي المرة الثانية التي يبكي فيها ليونيل ميسي في استحقاق له مع ​المنتخب الأرجنتيني​ خلال نحو شهرين تقريبًا، بعد المرة الأولى عقب تتويج منتخب التانغو بلقب كوبا أميركا الأخيرة، ما يظهر للعيان الرغبة الكبيرة للاعب بتحقيق الانجازات على مستوى المنتخب الوطني، وهو الذي عانى كثيرًا من الإتهامات وحملات التشويه التي طالته من مسؤولين واعلاميين في الارجنتين بأنه كان يفضل اللعب للأندية على حساب المنتخب، لكن ليونيل ميسي ظهر كالعادة انه الوحيد المؤتمن على مصلحة المنتخب ومسيرته نحو تحقيق المزيد من الانجازات.

من الواضح ان ليونيل ميسي تفوق بأشواط كبيرة على كل من البرازيلي بيليه ومواطنه الراحل ​دييغو مارادونا​ على صعيد الإنجازات الشخصية وانجازات الاندية، مع العلم ان كلا الاسطورتين لطالما هيمنا على الأفضلية سواء في اميركا الجنوبية او العالم، ومع ذلك فإن ليو على بُعد خطوة واحدة فقط من انتزاع كل شيء من الثنائي وتكمن تلك الخطوة بتتويجه مع المنتخب الأرجنتيني بطلًا لكأس العالم.

يدرك ليونيل ميسي ان نهائيات كأس العالم المقبلة في قطر هي الفرصة الأخيرة بالنسبة له من أجل تحقيق الهدف الذي لطالما حلم به، وهو الحلم نفسه الذي يراود كل عشاق الأرجنتيني ونجم ​باريس سان جيرمان​ حول العالم، ومع ذلك فإن فشله في تحقيق هذا الأمر لا ينقص على الاطلاق من الانجازات الكبيرة والفريدة التي حققها البرغوت الارجنتيني والتي كان آخرها التفوق على اسطورة مثل بيليه.

لا يمكن اعتبار الانجاز الجديد للنجم الارجنتيني على حساب بيليه أمرًا عاديًا، لا بل على العكس هو أمر يؤكد مرة اخرى ان الحقبة الحالية من النجوم تملك الكثير من الافضلية والتفوق على النجوم السابقين، في وقت لا تزال المقارنات تملأ الدنيا وتشغل الناس، لكن الحقيقة ان تلك الافضلية مستحقة وطبيعية عطفًا على اختلاف اساليب التدريب واللعب بين الحقبتين، مع التأكيد على ان اسلوب اللعب في الفترة الحالية بات أصعب من السابق كما هو الحال بالنسبة الى تسجيل الأهداف.

يستحق ليونيل ميسي كل تلك الانجازات مع الأمل بأن يتّوح نهاية مسيرته الدولية بالإنجاز الأهم، الا وهو الصعود الى منصة التتويج في مونديال 2022 في قطر العام المقبل.