حقق لبنان تعادلا ثمينا في المباراة التي جمعته والإمارات، في المباراة الأولى ضمن الدور النهائي للتصفيات الآسيوية المؤهلة إلى ​كأس العالم 2022​. وعلى عكس ما كان متوقعاً، ومجريات المباراة التي جرت على ارض اماراتية مع الاستفادة من عامل الجمهور ايضاً، خرج لبنان بنقطة هي اشبه بطعم الفوز، فيما وقع ​المنتخب الاماراتي​ في مفاجأة غير متوقعة. وفي الواقع، كان للعقلية اللبنانية في هذه المباراة، الفضل الاكبر في انتزاع النقطة الثمينة، وعلى الرغم من الاصابات، كان اللاعبون على قدر المسؤولية، وقدموا اداء جيداً، كان يمكن ان يرتقي الى مستوى افضل. اما الاماراتيون فكانوا على وشك "اقتناص" النقاط الثلاث، ولكنهم عانوا من عدم القدرة على انهاء الهجمات بشكل فاعل، ناهيك عن اصطدامهم بمفاجأة اخرى تمثلت ببراعة الحارس اللبناني البديل.

الشوط الأول:
بدأ لبنان المباراة بأسلوب 4-4-2 الذي اعتمده المدير الفني التشيكي إيفان هاشيك، فيما اعتمد نظيره الهولندي فان مارفيك على خطة 4-3-3، واللافت انها لم تمر في مرحلة "جس النبض" الطبيعي، وسعى منتخب الارز إلى خطف هدف مبكر يصدم به مضيفه، وكاد ان يحصل على مبتغاه بعد تسديدة من حسن معتوق في الدقيقة الخامسة، تألق في إبعادها الحارس الإماراتي. بعدها سعى منتخب لبنان إلى الإنتشار الجيد في وسط الملعب وإغلاق المنطقة الدفاعية ثم الإعتماد على ردة الفعل الهجومية، فيما سعى المنتخب الإماراتي إلى فرض أسلوبه الهجومي وكان صاحب الإستحواذ الأكبر على الكرة، مع تركيز على جهة الظهير قاسم الزين والذي عانى في الصمود وحيدا أما الجناح فابيو ليما وتقدم الظهير الأحبابي واللذين شكلا جبهة خطرة كانت مصدر الكثير من الكرات العرضية. والحق يقال ان علي مبخوت اقلق الدفاع اللبناني والمشجعين ايضاً بعد اصابته القائم، فيما استمر الضغط الاماراتي انما من دون اي نتيجة.

الشوط الثاني:
بين الشوطين، حاول الإماراتيون تسريع إيقاع اللعب وبناء الهجمات من الخلف بشكل سلس فيما تراجع منتخب لبنان للخلف بشكل أكبر، وحاول قدر الإمكان تضييق المساحات مقابل تفعيل للهجمات المرتدة بقيادة الثنائي جرادي ومعتوق ومساندة من سوني سعد ومحمد حيدر. وأصبح إيقاع اللعب هادئا في ظل نجاح لبنان نسبيا في تعطيل الجهة اليمنى الاماراتية هجوميا بفضل عودة سوني سعد لمساندة الظهير قاسم الزين، ولكن هجومياً بدا اللبنانيون في ضياع تام. وحاول هاشيك تنشيط الفريق فأخرج القائد حسن معتوق وباسل جرادي وأدخل عمر شعبان وربيع عطايا مع السعي للإستفادة من سرعة الاخير، فيما دخل عبدالله رمضان مكان عبدالله سالمين في الجهة المقابلة. ولم تشهد ربع الساعة الأخيرة من المباراة الكثير وسط تسيد إماراتي لوسط الملعب من دون أي حلول هجومية، مع قدرة لبنانية على حسم الأمور دفاعيا وإغلاق المنطقة الدفاعية بشكل كامل.

ملاحظات عامة:
1. يجب كيل المديح للحارس مصطفى مطر، وهو الحارس الثالث للمنتخب ولعب بسبب إصابة الحارسين مهدي خليل وعلي ضاهر، لكنه اختير من قبل الإتحاد الآسيوي رجل المباراة، واستحق ذلك حيث بدا هادئا وغير متوتر رغم صعوبة المباراة وتعامل كما يجب مع كل الكرات الإماراتية بتوقيت رائع في قطع الكرات العرضية، إضافة الى ثقة في اللعب بالقدمين. كل ذلك جعل منه عامل راحة لخط الدفاع، وساعد لبنان كثيرا على الخروج بنقطة.
2. عاب المنتخب اللبناني في كثير من الأوقات غياب الشكل الهجومي الواضح والتسرع في تمرير الكرات، وكان قادرا على استغلال بعض الفرص التي لاحت له من الهجمات المرتدة، الا انه لعب بنفس دفاعي ما يفسر القلة العددية امام المرمى الاماراتي.
3. تفاجأ الاماراتيون بالاداء اللبناني، ولم يتوقعوا ان يبدأ اللبنانيون بالهجوم بشكل مباغت، لكنهم سرعان ما استعادوا زمام الامور وفرضوا ايقاعهم على المباراة، ولكنهم عانوا من عدم القدرة على انهاء الهجمات بنجاح، واصطدموا بالحارس الذي عطّل الكثير من الكرات، وباصرار دفاعي لبناني كبير.