كثيرة هي المكاسب التي يمكن الحديث عنها بعد الانتقال "المفاجئ" للنجم البرتغالي ​كريستيانو رونالدو​ إلى ​مانشستر يونايتد​ بدلاً من السيتي، بغض النظر عن كل الاعتبارات التي منعت الدون من ارتداء القميص الأزرق وتفضيل قميص الشياطين الحمر الذي سبق ان ارتداه على مدى ست سنوات، على الرغم من ان تأخر إدارة اليونايتد في الدخول على خط المفاوضات للتعاقد مع النجم القادم من السيدة العجوز.

من الواضح ان عودة كريستيانو رونالدو الى اولد ترافورد تعني الكثير ليس لمشجعي ومحبي المان يونايتد فقط، إنما له شخصياً سيما وان النجم البرتغالي يعلم جيداً كيف ستكون الامور هناك، بداية من اللحظة الأولى التي سيحط فيها رحاله ومروراً بنزوله الى أرض الملعب ومشاركة الفريق في استحقاقاته المقبلة محلياً وأوروبياً.
يمكن القول ان صفقة "عودة" الدون الى المان يونايتد هي الأهم في تاريخ الأخير منذ التعاقد مع رونالدو نفسه في عام 2003 ابان تولي السير ​اليكس فيرغسون​ مهمة تدريب الشياطين الحمر، مع العلم ان الأخير لعب دوراً خفياً في العودة الثانية لرونالدو الى أولد ترافورد، لذلك فإن التعاقد مع النجم البرتغالي سيُلقي بظلاله الإيجابية على فريق المدرب ​أولي غونار سولسكاير​ في الوقت الذي لم يفلح أي مدرب في إعادة تتويج اليونايتد بلقب الدوري الإنكليزي منذ المرة الأخيرة قبل ثمانية مواسم بالتحديد.

لذلك فإن التعاقد مع كريستيانو رونالدو ليست مسألة "عاطفية" للاعب او النادي او الجماهير فقط، بقدر ما هي رغبة بالاستفادة الفنية من امكانيات اللاعب على الرغم من بلوغه السادسة والثلاثين، لأن من يعرف رونالدو يدرك ما يمكنه فعله مع فريق بات شبه مكتملاً للعودة الى ساحة الإنجازات خاصة في ظل التعاقدات الأخيرة والتي كان من ثمارها رافائيل فاران وجادون سانشو، وفي ظل ارتفاع مستوى اللاعبين الذين شاركوا مع المنتخب الإنكليزي في أمم أوروبا الأخيرة وفي مقدمتهم لوك شو وماكغواير.

من هنا يمكن القول ان التعاقد مع كريستيانو رونالدو سيترك الكثير من الإيجابيات مع الشياطين الحمر خاصة وان الفريق الأحمر يبلي بلاء حسناً في البريمييرليغ كونه يتخلف بفارق نقطتين فقط عن توتنهام هوتسبير المتصدر بعد مرور ثلاث جولات فقط، إضافة الى ان تواجد رونالدو الفعلي مع الفريق سيكون قبل استئناف الدوري الانكليزي بسبب الاستراحة الدولية وقبل انطلاق دور المجموعات من دوري ابطال أوروبا.

ومما لا شك فيه ان انضمام كريستيانو رونالدو الى الدوري الانكليزي بشكل عام ومانشستر يونايتد بشكل خاص، سيُعيد البريق الى الدون والذي خفت قليلاً منذ مغادرته ​ريال مدريد​ الى ​يوفنتوس​ لعدة اعتبارات لعل ابرزها أهمية الدوري الانكليزي مقارنة مع نظيره الايطالي، وأيضاَ لكون النجم البرتغالي وعلى الرغم من كل الألقاب الفردية والجماعية التي حققها في مسيرته، إلا انه دائماً ما يبقى جائعاً لحصد المزيد منها مع كل انطلاقة موسم جديد.

يبقى القول ان صفقة انتقال كريستيانو رونالدو الى مانشستر يونايتد اكدت على الميركاتو "المجنون" هذا الموسم والذي يمكن اعتباره تاريخياً بكل المواصفات والمقاييس.