لطالما شكّل الميركاتو محطة جذب لجميع عشاق كرة القدم حول العالم خاصة لجهة الأسماء الكبيرة والرنانة التي تشهدها فترة الانتقالات سواء الصيفية أو الشتوية، لكن لم يتبادر إلى أذهان أحد ان الفترة الحالية سيكون عنوانها إثنان من أفضل لاعبي العالم وهما الارجنتيني ​ليونيل ميسي​ والبرتغالي ​كريستيانو رونالدو​، بعدما رحل الأول من برشلونة الى ​باريس سان جيرمان​، في حين بدأ الثاني بحزم حقائب الرحيل من ​يوفنتوس​ الى إنكلترا وقد تكون وجهته ​مانشستر سيتي​.

هي مفاجأة مدوية لم يكن أشد المتفائلين يتوقعها، لكن انتقال ليونيل ميسي الى باريس سان جيرمان كسر المعادلات وربما مهّد الطريق امام الدون من أجل خوض تجربة جديدة في مسيرته الحافلة، بعدما تحوّل انتقاله من ​ريال مدريد​ للسيدة العجوز إلى "نقمة" بسبب عدم قدرته على تحقيق حلم الفريق الإيطالي بالفوز بدوري أبطال أوروبا أولاً، ثم بسبب الاستحقاقات المالية لرواتب البرتغالي والتي شكّلت عبئاً كبيراً على نادي تورينو.

اليوم بات الحديث في مكان آخر مع اقتراب كريستيانو رونالدو من العودة الى ​الدوري الإنكليزي​، لكن هذه المرة الى "الغريم" مانشستر سيتي ربما، الأمر الذي سيفتح باباً قد يكون من الصعب إقفاله خاصة وان البرتغالي قضى أفضل أيامه مع مانشستر يونايتد، وكانت ست سنوات حافلة بالانجازات لم تنساها جماهير الشياطين الحمر حتى الآن.

من الواضح ان عودة رونالدو الى البريمييرليغ ستًحدث تأثيراً كبيراً على الدوري المصنف أولاً من بين الدوريات الخمس الكبرى سواء من الناحية الجماهيرية او الإعلامية، لكن السؤال يبقى عن الاستفادة الفنية التي يمكن ان يجنيها مانشستر سيتي في حال أتم انتقال الدون، وأيضاً التأثير الفني على رونالدو نفسه، لأن اللعب في الدوري الانكليزي من سن الثامنة عشر الى الرابعة والعشرين هو غيره بالتأكيد في سن السادسة والثلاثين!.

لكن في المقابل لا يمكن ان ننكر ان كريستيانو رونالدو وفي حال انتقل الى مانشستر سيتي فإنه سيكون تحت قيادة أفضل مدرب في العالم بيب غوارديولا القادر على توظيف البرتغالي بالطريقة التي تخدم الفريق وهذا أمر لا شك فيه، لذلك فإن الصفقة ربما تحقق الهدف منها في ظل بحث السيتي عن مهاجم بعد رحيل أغويرو الى برشلونة هذا الصيف.

من هنا فإن قدوم كريستيانو رونالدو الى الدوري الانكليزي سيكون موضع اهتمام كل المتابعين، باستثناء جماهير المان يونايتد التي يتعيّن عليها في الساعات المقبلة إقفال التلفاز وعدم متابعة الأخبار، خاصة وانها ظنت للوهلة الأولى ان النجم البرتغالي لن يخطو تلك الخطوة لما يحمل في قلبه من حب لأولد ترافورد وهو ما عبّر عنه نجم اليونايتد السابق ومدرب ديربي كاونتي الحالي واين روني، لكن في النهاية فإن ارتداء رونالدو القميص الأزرق ربما تكون مسألة ساعات لا أكثر، وعندها سيخالف كريستيانو مقولة الشاعر ابو تمام"ما الحبُّ إلا للحبيبِ الأولِ".

يبقى القول انه اذا كان كريستيانو رونالدو قد واجه ليونيل ميسي مع ريال مدريد ويوفنتوس، فإن المواجهة الجديدة هذه المرة ستكون في دوري أبطال أوروبا بعدما اوقعت القرعة كل من مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان في مجموعة واحدة، وهذا يعني ان المتعة ستنتقل الى وجهة أخرى، لكن السؤال هذه المرة: هل سيدافع سيرجيو راموس عن ليو في حال تعرض لخطأ من رونالدو؟.