ربما تكون هي واحدة من أدق المراحل في تاريخ الكرة اللبنانية، لا بل هي الأهم على الأطلاق مع استعداد ​المنتخب اللبناني​ لخوض التصفيات النهائية المؤهلة الى نهائيات ​كأس العالم 2022​ في قطر والتي يستهلها بمواجهة نظيره الإماراتي في الثاني من الشهر المقبل في دبي وهي مباراة في غاية الأهمية لمنتخب الأرز الذي يمر بفترة جيدة تجسدت بتأهله للمرحلة النهائية من تصفيات المونديال ونهائيات ​كأس آسيا 2023​ ونهائيات كأس العرب نهاية هذا العام في الدوحة.

وبغض النظر عن كل الظروف التي يعاني منها اللبنانيون، لكن من الواضح ان المسؤولين عن الكرة اللبنانية يتصرفون هذه المرة بجدية أكبر من المرات السابقة من حيث إعداد المنتخب، سواء لناحية تعيين مدرب كبير هو التشيكي ​ايفان هاشيك​ او اقامة معسكر إعدادي في إنطاليا والسفر الى الإمارات قبل عشرة أيام من موعد المباراة الأولى في التصفيات النهائية، وكذلك تأجيل انطلاقة مباريات ​الدوري اللبناني​ في موسمه الجديد.

صحيح ان الفوراق كبيرة بين المنتخب اللبناني وبقية فرق المجموعة (كوريا الجنوبية، ايران، الإمارات، سوريا والعراق)، الا ان وجود ثلاثة منتخبات عربية وعدم وجود ما يمنع من الفوز على ايران وكوريا وهو أمر حدث سابقاً، ربما يمنح منتخبنا الوطني الكثير من الأمل من أجل المنافسة على المركز الثالث على الأقل، وهو أمر ليس بالصعب عطفاً على المستويات الحالية للمنتخبات العربية، لكن ذلك كله مرهون بأخذ جميع مباريات التصفيات على محمل الجد من جانب اللاعبين اللبنانيين، خاصة وان كل مباراة من مباريات التصفيات ينبغي اعتبارها مباراة نهائية.

وإذا كان المطلوب عدم الإفراط بالتفاؤل والآمال، إلا ان ذلك لا يعني ان نخوض التصفيات تحت شعار أننا "المنتخب الأضعف"، في الوقت الذي تعاني فيه جميع المنتخبات الآسيوية والعربية من تراجع في المستوى بسبب الظروف التي خلفتها جائحة كورونا، وهو ما ظهر بشكل واضح للعيان في التصفيات الأولية لمونديال 2022.

من هنا تكمن أهمية المباراة الأولى أمام ​المنتخب الإماراتي​ وجميع المباريات التي ستقام خارج الاراضي اللبنانية، لأن أي نتيجة غير الخسارة خارج الارض مع تحقيق الفوز داخلها، ستلعب دوراً هاماً في رصيد المنتخب اللبناني خلال المراحل المقبلة من التصفيات.

ربما هي المرة الأولى التي نخوض فيها تصفيات كأس العالم بتلك الأجواء التفاؤلية، وقد يكون ذلك بسبب ما افرزته القرعة والتي جنبتنا على سبيل المثال مواجهة اليابان او استراليا او السعودية، مع ذلك فإن من المهم ان يحصل المنتخب اللبناني على كل الدعم المنشود سواء على الصعيد الرسمي او الاعلامي او الجماهيري، بحيث لا يمنع من حضور محدود للجماهير اللبنانية للمباريات التي ستقام على ارضنا اسوة بما تفعله بقية المنتخبات المشاركة في التصفيات.

يبقى الامل بأن يكون المنتخب اللبناني على قدر الآمال المعلقة عليه ويعود من مهمته الأولى أمام نظيره الإماراتي بنتيجة جيدة تؤسس للمرحلة المقبلة.