عادة ما تحسم البطولات بالنتائج ويقال بأنه ليس المهم الأداء بل النتيجة في عالم كرة القدم وهي من يتذكرها الناس في النهاية فلا يهم كيف تفوز أو الطريقة التي تفوز بها بل كرة القدم أهداف. من هذا المنطلق، أحببنا أن نضيئ عن كافة نهائيات البطولات الكبرى بداية من عام 2000 في سلسلة متواصلة من الحلقات والتي سنركز فيها ليس على من فاز أو كيف فاز بل سنسلط الضوء على لحظة هامة أو مفصل في كل مباراة نهائية لو حدث لكان غيّر من نتيجة اللقاء، هذا الحدث قد يكون إما فرصة ضائعة، خطأ تحكيمي، تبديل خاطئ، إصابة أحد اللاعبين أو غيابه عن المباراة النهائية وإلى ما هنالك. وبعد فترة من التوقف نتيجة وجود عدة بطولات وأحداث كبرى، سنعود في هذا التقرير بالحلقة الخامسة عشر والتي سنتناول فيها أهم نهائيين اثنين حصلا في عام 2015، وهما نهائي ​كوبا أميركا​ ونهائي دوري أبطال أوروبا.

· تشيلي - ​الأرجنتين​ ( ملعب ناسيونال / العاصمة التشيلية سانتياغو / نهائي كوبا أميركا 2015 ):

حقق منتخب التشيلي لقب بطولة كوبا أميركا والتي استضافها على أرضه بعدما فاز بركلات الترجيح 4-1 على حساب منتخب الأرجنتين عقب انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي 0-0. وكانت المباراة سجالا بين المنتخبين مع تكافأ واضح في نسبة الإستحواذ وحتى على صعيد صناعة الفرص لكن المباراة شهدت منعرجا هاما عند الدقيقة 90+2 حيث كان كافيا من أجل تغيير شكل النتيجة النهائية بشكل كامل فقبيل لحظات من نهاية الوقت الأصلي سنحت لمنتخب الأرجنتين كرة المباراة حيث وجد المهاجم ​هيغواين​ نفسه بعيدا نصف متر فقط عن المرمى المشرع لكنه وبطريقة غريبة أطاح بها خارج المرمى ما أبقى الأمور على حالها ليلجأ الفريقان لأشواط إضافية ثم ركلات ترجيح من علامة الجزاء ابتسمت لمصلحة التشيلي. الفرصة الغريبة تلك التي أضاعها هيغواين هي الكرة التي أطاحت بحلم ليونيل ميسي بالتتويج باللقب وكانت ستعطي الأرجنتين الأفضلية 1-0 مع عدم قدرة التشيلي على القيام بأي شيئ لأن الوقت الباقي غير كافي حتى لبناء هجمة واحدة.

· برشلونة الإسباني – يوفنتوس الإيطالي ( الملعب الأولمبي / العاصمة الألمانية برلين / نهائي دوري أبطال أوروبا 2015 ):

تواجه الفريقان في نهائي منتظر حيث كان يوفنتوس يسعى لتحقيق لقب عانده منذ فترة طويلة فيما كان برشلونة يريد حصد لقب جديد في فترة كان ما زال الجيل الذهبي موجود فيها بقيادة ثلاثي ال MSN أي ميسي، نيمار وسواريز. وتقدم برشلونة بشكل سريع عبر لاعبه راكيتيش عند الدقيقة 4 لينتهي الشوط الأول بتقدم برشلونة 1-0 ثم يضغط يوفنتوس في الشوط الثاني ويعدل النتيجة عبر مهاجمه موراتا قبل أن يقول سواريز كلمته بهدف ثاني. ومع بقاء حوالي ربع ساعة على النهاية، ضغط يوفنتوس بكل أوراقه وحصل على أكثر من كرة خطرة لكن الدقيقة 89 شهدت تصدي مميز من تير شتيغن أبقى فيه فريقه متقدما بالنتيجة ليعود البرسا ويسجل هدفا قاتلا من هجمة مرتدة. فعند الدقيقة 89 سدد ماركيزيو كرة من خارج منطقة الجزاء وهي لم تكن قوية كثيرا لكنها كانت موجهة على أقصى الزاوية الأرضية اليسرى من مرمى البرسا ليقوم تير شتيغن بالقفز والتصدي لهذه الكرة رغم صعوبتها وإبعادها إلى ركنية في تصدي مميز ويحافظ على تقدم فريقه مانعا يوفنتوس من تعديل النتيجة وجر المواجهة إلى أشواط إضافية وسيناريو مغاير تماما لكن برشلونة عاد بعد التصدي هذا وأنهى المباراة لمصلحته 3-1.