ربما هي المرة الأولى التي سيستحوذ فيها ​الدوري الفرنسي لكرة القدم​ على الاهتمام بعد انضمام الارجنتيني ليونيل ​ميسي​ الى ​باريس سان جيرمان​ قبل أيام، الأمر الذي سيحوّل كل الأنظار الى هذا الدوري الذي كان يصنف خامساً في الدوريات الكبرى في أوروبا فإذا به يقفز الى الواجهة قبل ساعات على انطلاق الموسم الجديد في القارة العجوز.

وعلى الرغم من وجود البرازيلي نيمار والفرنسي كليان مبابي ونجوم آخرين في باريس سان جيرمان خلال السنوات الماضية، الا ان الدوري الفرنسي بقي متأخراً مقارنة مع الدوريات الخمس الكبرى في أوروبا، لكنه بالتأكيد سيعود اليوم من الباب العريض خاصة في ظل الانتقالات التي قام بها النادي الباريسي وتعاقده مع أبرز نجوم القارة الاوروبية والعالمية ومنهم ميسي بالطبع ​وسيرجيو راموس​ و​دوناروما​ وفينالدوم و​أشرف حكيمي​.

ومع ذلك فإن تواجد كل هؤلاء النجوم في فريق واحد قد لا ينعكس بالضرورة على الدوري الفرنسي ككل حيث لا يزال الفارق شاسعاً بين بي أس جي وبقية الفرق الفرنسية غير القادرة على ان تحذو حذوه، لذلك فإن مباريات فريق باريس سان جيرمان هذا الموسم قد تحظى لوحدها بمتابعة "عالمية" لوجود تلك الكوكبة من اللاعبين والتي سيكون لها تأثير كبير في إحداث هوة بينه وبين الفرق الأخرى قد تؤدى الى حسم الدوري في وقت مبكر لمصلحة باريس سان جيرمان.

في المقابل فإن خروج ليونيل ميسي من برشلونة "مرغماً" قد يشكّل ضربة أخرى لليغا التي افتقدت قبل ثلاث سنوات البرتغالي ​كريستيانو رونالدو​ المنتقل من ​ريال مدريد​ الى يوفنتوس الايطالي، وغابت معها المتعة بمواجهة النجمين خلال لقاءات الكلاسيكو والتي افتقدها واعلن عنها بصراحة ميسي نفسه، كما ان دخول كل من ريال مدريد وبرشلونة في سوق الانتقالات هذا الموسم لم يُثمر عن ضم "اسم كبير"، فاكتفى الميرينغي باللاعب ديفيد آلابا في حين تعاقد الفريق الكاتالوني مع أغويرو وديباي وايمرسون واريك غارسيا، فيما حافظ أتلتيكو مدريد على تشكيلته التي توجت بالليغا الموسم الماضي.

هذا الأمر سيؤثر بشكل كبير على موسم الليغا، لكن ربما يؤدي خروج ميسي الى تنافس ثلاثي بين كريم بنزيما وانطوان غريزمان و​لويس سواريز​ ونجوم أخرى على صدارة ترتيب الهدافين بعدما كان الجميع يتنافس سابقاً على المركز الثاني في ظل وجود البرغوت الأرجنتيني.

لكن التراجع المتوقع في مستوى الدوري الإسباني، لن نراه بالتأكيد في البريمييرليغ خاصة مع الانتقالات "الدقيقة والفعّالة" لفرق الصدارة في انكلترا ابتداء من مانشستر سيتي حامل اللقب بتعاقده مع النجم الإنكليزي غريلتش ومروراً بليفربول المرشح دائماً للقب وتشيلسي المتوّج بلقب أبطال اوروبا وكأس السوبر الاوروبي والذي ينتظر قدوم روميلو لوكاكو، ومانشستر يونايتد الساعي هذا الموسم للعودة الى منصات التتويج وهو ابرم صفقتين هامتين بضم الفرنسي فاران من ريال مدريد والدولي الانكليزي سانشو من دورتموند، وليستر سيتي الذي حجز مكانه منذ سنوات بين الكبار والمحفزّ بفوزه مؤخراً بالدرع الخيرية على حساب السيتي.

أما في ايطاليا فإن المستوى قد لا يكون مبشراً على الرغم من اننا تفاءلنا في الموسم الماضي بعد فوز الانتر باللقب، لكن الأخير تخلى عن الكثير من اللاعبين وفي مقدمتهم أشرف حكيمي وروميلو لوكاكو وربما لوتارو مارتينيز الى توتنهام بسبب الضائقة المالية، كما ان التغييرات الكبيرة التي طالت خارطة المدربين في معظم الاندية قد تلعب دوراً في عودة يوفنتوس الى منصة التتويج خاصة مع عودة ماسيمليانو أليغري لتدريب كريستيانو رونالدو ورفاقه.

واذا كان بايرن ميونيخ بقيادة مدربه الجديد ناغيلسمان مرشح مرة أخرى للقب عاشر على التوالي في البوندسليغا، فإن هذا لا يعني استبعاد مرشحين آخرين وفي مقدمهم لايبزيغ وان كان الأخير قد خسر جهود المدافعين إبراهيما كوناتي ودايو أوباميكانو اللذين انضما لليفربول وبايرن ، ويمكن اختصار ما سيحدث في المانيا هذا الموسم بما عبّر عنه النجم السابق لوثر ماتيوس من ان البايرن يملك أفضل تشكيلة أساسية لكن لايبزيغ يملك أفضل فريق.