لم يكن أحداً يتوقع أن يخرج ​ليونيل ميسي​ في مؤتمره الصحفي الوداعي بغير تلك الصورة الحزينة والأليمة لكل مشجعي ​برشلونة​ ومحبي النجم الأرجنتيني، كانت الدموع التي ذرفها معبرة للغاية وأبلغ من أي تعليقات، لا بل ربما وضعت الكثير من النقاط فوق الحروف بعد ساعات قليلة على إعلان رئيس النادي ​خوان لابورتا​ الفشل في الحفاظ على الاسطورة داخل أسوار الكامب نو.

ربما لم يكن ليونيل ميسي كثير الكلام سواء في كلمته او في الرد على الصحفيين، لكن من الواضح ان البرغوت الأرجنتيني أراد من خلال هذا المؤتمر توجيه الكثير من الرسائل للداخل والخارج، صحيح ان ليو أعرب مراراً وتكراراً عن صدمته وعدم توقعه الرحيل عن برشلونة بهذه الطريقة على الرغم من بذله الكثير خلال التفاوض، لكنه في المقابل كان دائم التأكيد على ان قرار "الطلاق" لم يكن من جانبه على الإطلاق.

ولعل الملفت أيضاً أنه حين سُئل عن مرحلة "ما بعد ميسي" في برشلونة، غمز الأرجنتيني من قناة رئيس برشلونة ولكن بطريقة لبقة بالقول ان النادي لا يتوقف على لاعب واحد كما قال لابورتا" وكأنه أراد القول ان كل ما سيحدث للفريق من بعده يتحمل مسؤوليته الرئيس لكونه قطع تأكيداً للجماهير ان شيئاً لن يحدث.

طويت صفحة ليونيل ميسي مع برشلونة وباتت كل الأنظار متجهة نحو الوجهة الجديدة للنجم الأرجنتيني والتي على الأرجح ستكون ​باريس سان جيرمان​ في ظل سعي الفريق الفرنسي لإنهاء كل فصول الصفقة هذا الاسبوع، مع ان ليو لم يشأ أن يفصح عن هوية ناديه الجديد، إلا انه لمَح الى انه يناقش العرض الفرنسي.

صحيح ان مسيرة ليونيل انتهت في برشلونة رسمياً، لكن من الواضح ان تداعيات هذا الخروج المفاجئ ستنعكس بصورة سلبية للغاية على الفريق الكاتالوني اولاً ثم الجماهير في الموسم الجديد، ذلك لأن الأثر الإيجابي الذي كان يؤديه الأرجنتيني على مدى السنوات الطويلة التي قضاها في الكامب نو، هي أبعد من التمرير والتسجيل او تحقيق الانتصارات هنا وهناك.

كان ميسي ملهماً لكل اعضاء الفريق الكاتالوني حيث ان وجوده على أرض الملعب حتى من دون أن يبذل مجهوداً مؤثراً، كان كافياً لعدم الاستسلام للهزيمة او التعادل وهو أمر سيفتقده الفريق في الموسم الجديد، مما يعني انه سيتعين على لاعبي برشلونة من الآن وصاعداً اللعب برؤية مختلفة وحافز جديد من أجل تحقيق الانجازات والانتصارات لمشجعي النادي الذين ستكون أعينهم مفتوحة للغاية على كل كبيرة وصغيرة، دون ان ننسى انهم سيكونون جاهزين لكل انواع الانتقاد والامتعاض والاحتجاج مع كل نكسة لبرشلونة.

أضف الى ذلك ان لاعبي برشلونة سيكونون مضطرين لاستنساخ تجربة جديدة لأجواء غرفة الملابس وما بين الشوطين وأثناء المباريات، ومحاولة استيعاب كل الضغوط التي ستلقى على كاهلهم في جميع الاستحقاقات والبطولات المحلية والقارية، وهذا بحد ذاته قد يترك الكثير من الآثار السلبية عليهم داخل الملعب.

واذا كان بالإمكان الحديث بإسهاب عما حققه ليونيل ميسي مع برشلونة طوال السنوات الماضية، لكن من المهم أن نعرف أي "أثر" سلبي سيظهر للعيان خلال الفترة المقبلة سزاء على برشلونة أو الدوري الإسباني لكرة القدم والذي من الطبيعي ان يشهد انخفاضاً سواء في تصنيفه او في متابعته، وهذا بدوره سيؤثر أيضاً على حقوق النقل التلفزيوني ومساهمات الشركات الراعية، مما يعني ضرراً كبيراً سواء لسمعة الليغا بشكل عام أو برشلونة بشكل خاص.

يبقى القول ان لاعبي وجماهير برشلونة لن يتأخرون عن إطلاق الاتهامات بحق رئيس النادي خوان لابورتا وقد تختصرها جملة واحدة: "ماذا فعلنا لتحرموننا من ليونيل ميسي"!.