كان ​باريس سان جيرمان​ على مدى الأيام الماضية محور الإهتمام العالمي بسبب الصفقات الكثيرة التي أبرمها استعداداً للموسم الجديد، تلك الصفقات التي استحوذت على كل الأضواء في الميركاتو الصيفي بسبب نوعيتها وقيمة الأسماء التي استقطبها النادي الباريسي تمهيداً لتحقيق حلم ​دوري أبطال اوروبا​ والذي ما زال عصيّاً على الفريق على الرغم من انه كان قريباً من تحقيقه في العامين الماضيين.

وبقدر سعادة عشاق باريس سان جيرمان بتلك الصفقات، الا ان المثل الذي يقول "الفرحة ما بتكمل" ربما بات أمراً واقعياً في النادي الفرنسي، والسبب طبعاً عدم التوصل الى اتفاق حتى الآن مع النجم كليان مبابي من أجل تجديد عقده مع النادي والذي ينتهي صيف العام المقبل.

ربما بات كليان مبابي اليوم أقرب الى عدم التجديد مع الفريق الباريسي "ما لم تحدث مفاجأة" قبل بداية العام الجديد وهو الموعد الذي يسمح لجميع الأندية التفاوض بشكل مباشر مع وكيل أعمال اللاعب بصفة قانونية ورسمية، لكن في المقابل فإن هذا التاريخ بات يشكل عبئاً على مسؤولي النادي الفرنسي وفي مقدمتهم رئيس النادي ​ناصر الخليفي​ الراغب بفعل كل شيء من أجل أن يبقى مبابي لاعباً في باريس سان جيرمان ولكونه يدرك تماماً ان هذا التاريخ يحرر نجمه الفرنسي من أي التزامات قانونية وأخلاقية.

من الواضح ان النادي الباريسي بدأ يمارس شتى أنواع الضغط على كليان مبابي من أجل ثنيه عن قراره بالرحيل، وما نَشَرْ الحوار "القديم" للاعب عن رغبته بالتتويج مع الفريق بدوري أبطال أوروبا، إلا بداية لما يمكن أن يحدث في الأيام المقبلة، مع ان تلك الخطوة وما يليها من خطوات قد تعجّل بأمر الرحيل خاصة بعدما نقلت الصحف الفرنسية أنباء عن استياء اللاعب من تلك الخطوة واعتبارها في غير محلها.

في المقابل لا يزال ريال مدريد يتسلح بالصمت "القانوني" من دون أن يعني ذلك عدم ممارسته هو الآخر ضغوطاً خفية على اللاعب ومنها استعداده لتقديم 40 مليون يورو صافية لمبابي في حال انضم للنادي مجاناً، او تلك الانباء عن وضعه خياراً بديلاً للنجم الفرنسي في حال فشلت الصفقة، ألا وهو التعاقد مع نجم ​بوروسيا دورتموند​ ​هالاند​ مطلع العام المقبل.

كل هذه الضغوط على كليان مبابي باتت تعني أمراً واحداً ألا وهو ضرورة تحديد موقفه النهائي بشأن مستقبله مع باريس سان جيرمان وعدم انتظار اي مفاوضات أو عروض "خيالية" سيقدمها الخليفي للاعب من خلال التفاوض المباشر معه في وقت قريب.

يبقى القول ان الأول من يناير/كانون الثاني المقبل هو الموعد الحاسم والأخير لمعرفة مستقبل مليان مبابي وما اذا كان سيُقدم على تجديد عقده مع باريس سان جيرمان او اختيار الرحيل الى ناد آخر هو الأرجح ريال مدريد، وبين هذا وذاك يتعين علينا متابعة المستوى الذي سيقدمه اللاعب الشاب مع فريقه في الاستحقاقات المقبلة وأولها الدوري الفرنسي هذا الشهر.