لطالما شكلّت ​الألعاب الأولمبية​ محطة هامة ومنتظرة لجميع الرياضيين حول العالم بشكل عام والعرب بشكل خاص، بعدما أضحت تلك المنافسات فرصة من أجل البروز وتحطيم الأرقام القياسية المحلية والأولمبية، وكذلك اختباراً للإتحادات المختلفة لمعرفة مدى التطور التي وصلت اليها جميع الألعاب وقدرتها على المنافسة في المسابقات القارية والعالمية.

في ​طوكيو​ وعلى الرغم من كل التجاذبات التي سبقت انطلاق دورة الألعاب الأولمبية بسبب جائحة كورونا والتي تسببت بتأجيلها عام كامل وحرمت الرياضيين من تواجد الجماهير، إلا ان ذلك لم يمنع الرياضيين العرب من تحقيق بعض التنائج الجيدة مع كل ما عاناه هؤلاء ونظرائهم في كل دول العالم من مشاكل في الإعداد والتدريبات على حد سواء.

صحيح ان مجموع الميداليات العربية في الألعاب الأولمبية لم يتجاوز الـ14 في الدورة الواحدة كما في ​أولمبياد سيدني 2000​ وريو دي جانيرو 2016، او الذهبيات الاربع في دورة واحدة كما في اثينا 2004، لكن من المهم القول ان النتائج العربية في طوكيو (6 ميداليات حتى الآن) قادرة على التأسيس لمرحلة مقبلة خاصة وان الكثير من الرياضيين العرب الذين لم يتوجوا بأي ميداليات، قد سجلوا نتائج باهرة في التصفيات ومنهم على سبيل المثال السباح اللبناني منذر كبارة وغيره، فيما ان المنافسات الحالية قدمت اسماء مميزة منها السباح التونسي أحمد الحفناوي ولاعبة التايكوندو ال​مصر​ية هداية ملاك.

وفي انتظار ما سيقدمه العرب في ألعاب القوى والملاكمة ورفع الاثقال والمصارعة، فإن ما تحقق حتى الآن من ميداليات في السباحة والتايكواندو والرماية، يُكمل التفوق العربي في تلك الألعاب طوال تاريخ الألعاب الأولمبية، مما يعني اننا بتنا بحاجة أيضاً للخروج من هذه الدائرة نحو تحقيق انجازات في العاب أخرى وتحديداً في الألعاب الجماعية.

على ارض الواقع نجح المنتخب المصري لكرة القدم حتى الآن مع تأهله الى ربع النهائي على الرغم من قوة مجموعته التي كانت تضم ​اسبانيا​ و​الارجنتين​ واستراليا، لكن استمراره في المنافسات مرهون بما سيقدمه امام البرازيل حامل اللقب، فيما اقترب منتخب اليد المصري ايضا من بلوغ ربع النهائي، ويواصل منتخب قطر للكرة الطائرة الشاطئية تصدر مجموعته وهي نتائج لم تكن ظاهرة في النسخ الماضية.

ومهما يكن من أمر وبغض النظر عن عدد الميداليات التي سيحققها الرياضيون العرب في طوكيو، لكن بالإمكان اعتبار الألعاب الأولمبية الحالية بارقة أمل قبل المحطة الجديدة في باريس 2024، وهي النسخة التي يمكن ان تحمل الكثير من الانجازات للرياضيين العرب ومن بينهم اولئك الذين شاركوا بسن صغيرة هذا العام سواء في التايكواندو او تنس الطاولة او السباحة ومنهم السورية هند ظاظا ابنة الـ12 عاماً والمصرية هناء جودة ابنة الرابعة عشر، واثبتوا قدرتهم على تحدي كل الصعاب وهو ما ظهر واضحاً من خلال النتائج التي حققوها في التصفيات.