قبل ساعات على الإنطلاق الرسمي ل​دورة الألعاب الأولمبية​ في طوكيو، لم تكن أصداء بدء مسابقة كرة القدم مشجعة بما فيه الكفاية وكما تشتهي أنفس كل محبي اللعبة الشعبية الأولى في العالم، وإذا كانت الألعاب الأولمبية عادة ما تستقطب جميع محبي الرياضة بمختلف أنواعها، إلا ان الأنظار دائماً ما تبقى مركزة على كرة القدم وألعاب القوى بالدرجة الأولى، خاصة وانها تشهد مشاركة الكثير من النجوم ممن تتابعهم الجماهير في الملاعب الأوروبية كل موسم اضافة الى ثلاثة لاعبين فوق سن الثالثة والعشرين.

إلا أن نتائج الجولة الأولى من المباريات خالفت الكثير من التوقعات خاصة وانها شهدت سقوط العديد من المنتخبات المرشحة للفوز بالميدالية الذهبية، فتعادلت اسبانيا المدججة بنجوم ، وخسرت الأرجنتين والمانيا وفرنسا. وحدها البرازيل حاملة اللقب قدمت صورة مغايرة عن الجميع بعد فوزها الكبير على المانيا بأربعة أهداف مقابل هدفين.

صحيح ان المنتخبات المشاركة في مسابقة كرة القدم ضمن الألعاب الأولمبية تخوض المنافسات بلاعبين اولمبيين وليس بالمنتخب الأول، لكن الكثير من هؤلاء تعرفهم الجماهير جيداً من خلال مشاركتهم مع فرقهم في الدوريات الأوروبية ومنهم في هذه النسخة على سبيل المثال اسينسيو، بيدري، داني الفيش وغيرهم، لذلك فإن الجماهير دائماً ما تتوقع الكثير من تلك المنتخبات مع كل نسخة معتمدة في الدرجة الأولى على عراقة أسماء تلك المنتخبات وانجازاتها.

لكن تلك الحسابات لم تكن متطابقة في الجولة الاولى من مسابقة كرة القدم، في الوقت الذي أرادت البرازيل منذ مباراتها الافتتاحية لحملة الدفاع عن لقبها، أن ترسل رسالة شديدة اللهجة الى كل من يسعى لتجريدها من اللقب، انها جاهزة على ارض الواقع من اجل تكرار الانجاز الذي حققته في دورة ريو دي جانيرو عام 2016.
عربياً، سجّل المنتخب المصري نتيجة جيدة أمام نظيره الاسباني وتمكن من خطف نقطة التعادل ستمكنه من البناء عليها في المباريات المقبلة على الرغم من صعوبة المهمة في مجموعة تضم أيضاً الارجنتين واستراليا، في حين ان المنتخب السعودي خسر مباراته الاولى أمام ساحل العاج مع ان الأخضر لم يكن سيئاً على مدار الشوطين، لكن مهمته المقبلة لن تكون سهلة على الإطلاق بوجود البرازيل والمانيا في مجموعته.

يبقى القول ان المواجهات المقبلة في مسابقة كرة القدم سترسم المشهد الحقيقي لهوية المتنافسين على انتزاع بطاقات التأهل الى ربع النهائي، وهو أمر سيرفع من حدة التنافس مع الانطلاق الفعلي لدورة الألعاب الأولمبية اليوم.