ما اجمل ان تتحقق الاحلام، حتى بعد فترة من الزمن. وما اجمل ان يبدأ حلم الرياضيات في لبنان بالاحتراف، بالتحقق شيئاً فشيئاً علّه يكون حجر الاساس لانتشار هذه "الهدية" في المدى المنظور. عملت اللاعبة اللبنانية ​ليلي اسكندر​ منذ طفولتها، من اجل الوصول الى الملاعب الاوروبية، وهي هدافة ​المنتخب اللبناني​ ولاعبة فريق "​نجوم الرياضة​" بطل لبنان خمس مرات المنتقلة اليه من ​السلام زغرتا​. وعلى الرغم من كل الصعوبات الاجتماعية والرياضية والاقتصادية في لبنان، لم تستسلم اللاعبة، بل بقيت تلاحق حلمها الى ان سنحت لها فرصة التدرب مع الفريق الألماني ​فيردر بريمن​ أوائل عام 2020، ولكن وباء كورونا كان له رأي آخر، وافشل الخطوة الالمانية.

ولكن الارادة القوية انتصرت في نهاية الامر، واعلن نادي HB Køge Kvindeelite الدنماركي توصله لإتفاق رسمي مع إسكندر يقضي بتوقيع صاحبة الـ19 عاماَ على أول عقد احترافي في مسيرتها، لتكون أصغر لاعبة لبنانية تحترف في أوروبا، بعد ان توّجت بلقب غرب آسيا دون 18 عاماً، كما حصلت على لقب هدافة البطولة التي أقيمت عام 2019.

واعربت اسكندر في اتصال مع صحيفة "السبورت" الالكترونيّة، عن سعادتها الكبيرة لهذه الخطوة الهامة في مسيرتها، مؤكّدة تطلعها لتقديم أفضل ما لديها مع الفريق الدنماركي. وقالت: "هو شعور رائع جدا وأتطلع بشدّة لخوض هذه التجربة، لقد انتظرت كثيرا للحصول على الفيزا بعد أزمة الكورونا، لكن النهاية كانت سعيدة".

واضافت: "هي الخطوة الأولى في مشواري، ولا أعتبرها انجازا، بل بداية لمرحلة طويلة، وطموحي هو أن أتحسّن أكثر فأكثر، وأن أعمل على تطوير قدراتي كي أصل إلى ما أبتغيه في المستقبل".

وتابعت اسكندر: "هدفي سيكون أن أتعلّم، لن أفكر بأني أريد الفوز فقط، بل حتّى في الخسارة أريد أن أتعلم. أعلم أنّها تجربة جديدة في حياتي ومسيرتي، وأريد أن أستفيد منها قدر المستطاع للتطور وتعلم الدروس، وأود أن أوجّه الشكر والتحية لكل من ساعدني وساندني في السنوات الماضية، والذين ساهموا في وصولي إلى الاحتراف، وآمل أن أكون عن حسن ظن الجميع".

يذكر ان نادي «HB Køge» الذي انتقلت إليه اسكندر نال لقب الدوري في موسم 2020-2021، علماً أنه تأسس قبل 12 سنة، وتلعب ضمن صفوفه لاعبات من الولايات المتحدة الأميركية وٓايرلندا، إلى جانب اللاعبات الدنماركيات.