في إحدى صفحات كرة القدم الكثيرة، هناك صفحة ركلات الترجيح التي غالبا ما تكون الصفحة الأكثر إثارة وكان لها ضحايا كثر أضاعوا ركلات جزاء لا تعد ولا تحصى ولكل ركلة قصة، فمن روبرتو باجيو وصولا إلى أسامواه جيان وعدة لاعبين آخرين أضاعوا ركلات جزاء لمنتخبات بلادهم أو فرقهم في الأوقات الحاسمة وهذا ما حصل تحديدا لمرة جديدة في نهائي يورو 2020 بين إيطاليا وإنكلترا وما حصل مع ثلاثة لاعبين شباب دفعة واحدة ماركوس ​راشفورد​، جادون ​سانشو​ وبوكايو ​ساكا​ وما زال لديهم مسيرة طويلة في الملاعب وبالتالي هنا السؤال، هل سيؤثر ما حصل مع هذا الثلاثي في ليلة الحادي عشر من تموز الفائت على مسيرتهم الكروية ومستقبلهم القادم ؟.

أولا في البداية، لا بد من التأكيد على أن اختيار هذا الثلاثي الشاب لتسديد آخر 3 ركلات في نهائي حاسم وعلى ملعب ويمبلي، كان أمرا خاطئا من قبل مدرب المنتخب الإنكليزي غاريث ساوثغايت فراشفورد يبلغ من العمر 23 عاما، وسانشو يبلغ من العمر 21 عاما فيما لدى ساكا فقط 20 عاما وبالتالي ليس من السهل تحمل كل هذه الضغوط وهذا ما ظهر فعلا في طريقة تسديد اللاعبين الثلاثة للركلات بطريقة فيها الكثير من الخوف والضغط في آن معا وكان من الطبيعي أن تتم إضاعة إحدى تلك الركلات على الأقل وهو أمر لم يحسبه أبدا المدرب.

ولا يختلف اثنان بأن إضاعة ركلة جزاء حاسمة ليس بالأمر السهل ولا يمكن نسيانه سريعا، كما أنه يعتبر نقطة سوداء في تاريخ أي لاعب كروي لكن هذا لا يبرر أبدا طريقة تعامل بعض الجماهير الإنكليزية مع اللاعبين الثلاثة والذي شاءت الصدف أن يكونوا من ذوي البشرة السمراء، وهذا بالطبع يشكل ضغطا إضافيا على اللاعبين لكن ليس من المنطقي القول بأن اللاعبين الثلاثة لن يكونوا قادرين على تخطي تلك اللحظات وهناك بطولة كبرى قادمة، أي مونديال قطر 2022 والتي ستكون إنكلترا مرشحة بارزة للمنافسة على اللقب ومن يدري قد يعطي الحظ فرصة أخرى لهؤلاء اللاعبين الثلاثة من أجل محو الصورة السلبية التي رسمت في هذه اليورو.

لكن اللاعبين الثلاثة، سيكونوا أمام مسؤوليات جديدة في الفترة المقبلة مع فرقهم، ولا وجود لأي وقت من أجل الحزن أو البكاء على الأطلال، فراشفورد لاعب مانشستر يونايتد الإنكليزي سيحاول أن يبرز هذا الموسم من جديد إذ كان أحد أبرز المواهب الصاعدة لكنه تراجع في الآونة الأخيرة ولديه موسم مهم من أجل استعادة الكثير من بريقه أما سانشو فهو أيضا سيكون مع مانشستر يونايتد قادما من بوروسيا دورتموند وهذا يعني أنه وافد جديد لتشكيلة الشياطين الحمر، ولديه الكثير من العمل لإثبات أنه صفقة ناجحة أما ساكا فهو ظهير عصري يملك الكثير من المقومات كي يكون من الأفضل في مركزه خاصة أنه يلعب مع أرسنال وعليه تقديم الإضافة المرجوة للفريق اللندني الساعي إلى استعادة مكانه بين الكبار.

في الخلاصة، قد يكتب التاريخ وبقلم حبر وليس بقلم رصاص في إحدى صفحاته بأن الثلاثي الإنكليزي قضى على الأحلام الإنكليزية بتتويج أوروبي أول لكن اللاعبين الثلاثة بأنفسهم سيكونوا قادرين على كتابة صفحة جديدة مختلفة كليا ذلك لأن إضاعة ركلة جزاء ترجيحية لم ولن تكون أبدا هي النهاية، بل ربما بداية جديدة.