يُحسب للاتحاد اللبناني لكرة القدم تعيين التشيكي ​ايفان هاسيك​ مدرباً للمنتخب الأول لقيادته في الجولة النهائية من ​التصفيات الآسيوية المؤهلة الى كأس العالم 2022​ ونهائيات ​كأس آسيا 2023​ وبطولة ​كأس العرب 2021​، بغض النظر عن الجهود التي بذلها المدرب السابق ​جمال طه​، وذلك لكون المرحلة المقبلة تتطلب تعاطياً مختلفاً من جانب الادارة المسؤولة عن كرة القدم في لبنان، ولكون الاستحقاقات المقبلة تفرض على الجميع تغيير طريقة اعداد المنتخب لتلك الاستحقاقات.

خطوة اسناد تدريب المنتخب للتشيكي هاسيك مهمة للغاية، لكون المدرب يملك رؤية تكتيكية جيدة سبق وأظهرها من خلال تدريبه المنتخب التشيكي وعدة اندية أوروبية وخليجية، ولأنه يملك "نفس" الانتصارات وتحقيق البطولات وهو أمر تجلى من خلال مسيرته التدريبية أيضاً، لذلك فإن المهمة الأولى التي تقع على عاتق المدرب الجديد تكمن بتغيير عقلية اللاعب اللبناني في تلك المنافسات الهامة.

سبق للمنتخب اللبناني ان خاض التصفيات النهائية المؤهلة للمونديال وكذلك كأس آسيا، لكن النتائج لم تأت وفق طموحات الجماهير اللبنانية لاسباب عدة منها سوء الإعداد، وأيضاً الذهنية التي كانت تتحكم ببعض اللاعبين، لكننا اليوم أصبحنا مطالبين بخوض الاستحقاقات المقبلة بطريقة مختلفة عن السابق، صحيح اننا لن نطالب منتخب الارز بالتأهل الى مونديال 2022 أو الفوز بكأس آسيا 2023، انما في المقابل لا بد من خوض تلك المباريات بروح مختلفة ومغايرة للصورة التي كان يظهر من خلالها في السابق.

من هنا يمكن اعتبار المرحلة المقبلة نقطة تحول في مسيرة المنتخب اللبناني على الرغم من كل العقبات والمعطيات غير المساعدة لأي منتخب يخوض تلك الاستحقاقات الهامة، لكن من المؤكد ان تلك المرحلة تحتاج الى خطة إعداد مثالية من جانب ​الاتحاد اللبناني لكرة القدم​ بالاتفاق مع المدرب الجديد، تلك الخطة التي من شأنها ان تضع رجال الارز على السكة الصحيحة قبل خوض غمار التصفيات.

من الواضح ان الطموحات تبقى حق مشروع للجميع، لكن من المفيد القول ان خوض الاستحقاقات المقبلة بالطريقة عينها لم يعد أمراً مقبولاً، لذلك فإن تعيين هاسيك مدرباً للمنتخب اللبناني سيفتح آفاقاً جديدة أمام اللاعبين للتعود على نوعية مختلفة من التدريبات وطريقة تفكير مغايرة على أرض الملعب، دون ان ننسى ان المدرب لديه المام بطريقة خوض التصفيات حين كان مدرباً للمنتخب التشيكي، لذلك ورغم صعوبة المهمة، فإن ما يمكن ان نتوقعه من المدرب الجديد قبل التأهل للمونديال والفوز بالألقاب، هو إعادة إحياء روح التنافس لدى اللاعبين اللبنانيين وهذا أمر لطالما افتقدناه في الاستحقاقات السابقة.