من الواضح ان نادي ​باريس سان جيرمان​ بدأ يعد العدة لاستراتيجية جديدة هدفها الاول والاخير تحقيق الحلم المنشود الا وهو الفوز بدوري ابطال اوروبا بعدما اقترب كثيرا في الموسمين الماضيين بخسارته المباراة النهائية قبل عامين وخروجه من دور الاربعة في الموسم الماضي.

لكن الفريق الباريسي الذي لم يخف تلك الطموحات منذ تولي ناصر الخليفي رئاسته، بدأ يدرك ان الفوز بدوري ابطال اوروبا يحتاج الى تفكير من نوع آخر بعدما بات واضحا ان الانفاق لوحده في سوق الانتقالات لم يعد يجد نفعا خاصة اذا كان هذا الانفاق دون استراتيحية واضحة، اذ ثبت للادارة الباريسية ان انفاق اكثر من مئتي وعشرين مليون يورو لضم البرازيلي نيمار من برشلونة وضم النجم الشاب كليان مبابي من موناكو اضافة لعدد من اللاعبين، والتعاقد مع مدربين مميزين في الاونة الأخيرة، لم يساهم في فك العقدة الاوروبية التي لا تزال تلازم باريس سان جيرمان مع دوري ابطال اوروبا.

من اجل ذلك جاءت الاستراتيجية الجديدة بالتعاقد مع نجوم لها وزنها بالدرجة الاولى على الساحة الاوروبية، ومن ثم لكونها تملك عقلية الفوز بدوري الابطال بعدما حققته سابقا كما الاسباني ​سيرجيو راموس​ الفائز باللقب ٤ مرات مع ريال مدريد والهولندي فينالدوم المتوج بذات الاذنين مع ليفربول، كما يتردد عن محاولات لضم البرتغالي كريستيانو رونالدو من يوفنتوس.

وبدا واضحا ان ادارة باريس سان جيرمان بدأت فعليا بوضع يدها على مكامن الخلل الفنية التي ظهرت في الموسم الماضي ومنها في مركز الظهير وهو ماتجلى بالتعاقد مع المغربي ​اشرف حكيمي​ من انتر ميلان.

ومع ذلك فإن سياسة تكديس النجوم هي سلاح ذو حدين وربما تكون بمثابة الطعم الذي سيجر الفريق الباريسي الى فخ ليس في الحسبان، ذلك ان تواجد الاسماء الكبيرة في فريق واحد وداخل غرفة الملابس دونه مشاكل، اذ سيحتاج هؤلاء الى مدرب لديه شخصية قوية قادرة على وضع الامور في نصابها والتدخل مع أي طارئ.

لذلك سيكون السؤال الاول هو معرفة قدرة المدرب الارجنتيني ​ماوريسيو بوتشيتينو​ على اداء هذا الدور قبل التفكير بوضع خطط فنية للاعبين على ارض الملعب والفوز باللقب الأوروبي.

الامر الآخر ان العقود التي تبرمها ادارة باريس جيرمان ستحتاج الى خطة في سوق الانتقالات الحالية لجهة الاستغناء عن العديد من اللاعبين وايجاد اندية ترغب بضمهم، والا سيكون عرضة لاختراق قانون اللعب المالي النظيف، وهو الأمر الذي لا يرغب به مسؤولو الفريق الفرنسي، خاصة ان قيده الكثير من اللاعبين سيسبب مشكلة أخرىتكمن بعدم رغبة الكثيرين بالجلوس على مقاعد الاحتياط، في ظل التعاقد مع نجوم من الصف الأول، مكانهم محفوظ في كل تشكيلة.

ربما يتعين الانتظار قبل انطلاق الموسم الجديد لمعرفة ما اذا كان باريس سان جيرمان سينجح في وضع خارطة طريق جديدة لتحقيق الحلم الأوروبي، أم سيكون التعاقد مع النجوم بمثابة "الطُعم" الذي سيكون مذاقه مُراً على عشاق النادي الباريسي؟.