لم تكن مباراة ايطاليا واسبانيا في نصف نهائي بطولة "​يورو 2020​" سهلة للمنتخبين، وهو ما يفسر انتهاءها بركلات الترجيح التي اخرجت اسبانيا بشق النفس ونقلت ايطاليا الى المباراة النهائية. خلال المواجهة، اعتمد مدرب ايطاليا ​روبرتو مانشيني​ على تشكيلة 4-3-3 مع استمراره في استراتيجيته الناجحة في البطولة بعدم الاعتماد على الاسلوب الدفاعي فقط. فيما بدأ نظيره الاسباني ​لويس انريكي​ المباراة بخطة مماثلة مع اختياره عدم البدء بالفارو موارتا.

مرحلة جس النبض لم تكن طويلة، اذ بدات المباراة على وقع سريع حاول معه كل منتخب فرض أسلوبه الهجومي. وبعد مرور وقت قصير، بدا الاسبان اكثر سيطرة على مجريات المباراة مع تطبيق مبدأ الدفاع العالي واسترداد الكرة بشكل سريع، لكن الأمور لم تكن سهلة في اختراق الدفاعات الإيطالية المنظمة وسط تراجع ثلاثي خط الوسط الإيطالي إلى الخلف. وسنحت بعض الكرات الخطرة للاعبي ​منتخب إسبانيا​ لكن اللمسة الأخيرة لم تكن حاسمة فيما تألق الحارس دوناروما في إبعاد الخطر عن مرماه.

الشوط الثاني:

سيناريو بداية الشوط الثاني كانت مماثلة للشوط الاول، اذ استمرت اسبانيا في سيطرتها على الوسط ومحاولة التقدم والاختراق، فيما كانت إيطاليا تغلق العمق وتتحول بشكل سريع من الدفاع الى الهجوم وبأقل عدد من التمريرات مستغلة بطء عودة الدفاع الإسباني ليتمكن كييزا عند الدقيقة 60 من استغلال إحدى تلك الهجمات وإنهائها بنجاح. بعدها، تحرك المدربان فدفع إنريكي ب​ألفارو موراتا​ بدلاً من فيران توريس ومورينو مكان أوريازابال ورودري مكان كوكي ولورينتي مكان أزبلكويتا لتنشيط العمق الهجومي، ورد مانشيني بدخول بيراردي مكان ​إيموبيلي​ وبيسينا مكان ​فيراتي​ و​لوكاتيلي​ وبيلوتي مكان باريلا وإنسيني. وكان من الطبيعي أن تتراجع إيطاليا أكثر وأكثر نحو الدفاع فيما حاول الاسبان تسريع إيقاع اللعب لكن اللمسة الأخيرة كانت غائبة الى ان نجح موراتا في تعديل النتيجة عند الدقيقة 80. ولم يتوقف الاسبان عن المحاولة لتسجيل هدف ثان، لكن الأمور كانت صعبة في ظل انضباط دفاعي ايطالي عال.

شوطان إضافيان:

في الشوطين الاضافيين، حاول منتخب إسبانيا انهاء المباراة، لكنه كان يعاني في الثلث الأخير بينما نجح الايطاليون في فرض ايقاعهم. ومع دخول ألكانتارا مكان بوسكيتس في خط الوسط ثم باو توريس مكان غارسيا، حاول إنريكي تسريع نقل الكرة والتركيز على المساحة بين ثلاثي خط الوسط ولم يجد حلاً رغم وصول نسبة الإستحواذ الإسباني على الكرة إلى 81 %، لتنتهي الامور بركلات الترجيح.

ملاحظات عامة:

1-خاض منتخب إسبانيا مباراة مميزة يدءاً من إخراج إنريكي لمواراتا من التشكيلة الأساسية ودخول أولمو، ما شكل مفاجأة للايطاليين. وكان الشوط الأول مميزا للإسبان مع سيطرة على الكرة وتحركات جيدة بكرة ومن دون كرة، لكن اللمسة الاخيرة كانت غائبة، وأحسن إنريكي إدارة المباراة وقام بتغييرات جيدة لكن الحظ خانه في ركلات الترجيح وخرج الإسبان من البطولة.

2-قدمت إيطاليا طوال البطولة أسلوبا هجوميا ولم تكن الفريق التقليدي الذي يركن للدفاع ويعتمد على اللعب المرتد، لكن أمام إسبانيا لم يكن ​المنتخب الإيطالي​ قادرا على فرض أسلوبه، فاضطر الى التراجع وخسر مبكرا معركة خط الوسط وكان مانشيني رغب فعليا في ذلك حيث كانت استراتيجيته تقوم على ترك الكرة للإسبان ثم ضربهم بالتحول الدفاعي السريع نحو الهجوم وهذا كان سبب هدف إيطاليا، ثم نجح بعد تعديل إسبانيا للنتيجة في جر المواجهة لركلات الترجيح.