إنه لاعب متحفظ ولكن "لا بديل عنه". منح تواجد ​جورجينيو​ في خط الوسط قوة للمنتخب الايطالي المولود مجددًا بعد فشل التأهل الى كأس العالم، وجعله أحد أبرز المرشحين للفوز بكأس أوروبا حيث تنتظره مواجهة قوية ضد إسبانيا في نصف النهائي في لندن، معقل فريقه تشيلسي الانكليزي.

اللاعب المولود في البرازيلي، اسوة بزميليه في الاتزوري ​إيمرسون بالمييري​ والمدافع رافاييل تولوي، حمل معه من بلاد السامبا المهارات الفنية الى البلد الذي احتضنه.

يقول زميله في خط الوسط ​ماركو فيراتي​ "مع جورجينيو، كل شيء يبدو بسيطًا. إنه أساسي للفريق، ولا يمكن المساس به".

ويتابع نيكولو باريلا لاعب وسط إنتر الذي سجل الهدف الافتتاحي في الفوز 2-1 على بلجيكا في ربع النهائي "جورجينيو وفيراتي لاعبان رائعان وهما محركّا الفريق".

ويردف "خط الوسط هذا، بالاضافة الى ذلك الذي في إنتر ميلانو، هو بين أقوى خطوط لعبت فيها. نخلق منافسة فيما بيننا لندفع بعضنا البعض لتقديم الافضل والفوز".

ستخوض ايطاليا معركة أخرى امام إسبانيا حاملة اللقب ثلاث مرات، في سعيها لتمديد سلسلة مبارياتها من دون هزيمة الى 33 وتقترب خطوة اضافية من اللقب الذي رفعته مرة وحيدة عام 1968.

ويؤكد باريلا ان المواجهة ضد "إسبانيا ستكون صعبة، نحن فريقان متشابهان ونريد كلانا أن نلعب مع الكرة".

ستفتقد ايطاليا لجهود أحد أبرز نجوم البطولة، الظهير الايسر ​ليوناردو سبينازولا​ الذي تعرض لتمزق في وتر اخيل ضد بلجيكا سيبعده لأشهر عن الملاعب.

ومن المتوقع أن يحل مكانه إيمرسون المولود في سانتوس والمتوج مع تشيلسي بلقب دوري ابطال اوروبا.

تمكن جورجينو من تمثيل المنتخب الايطالي بفضل جده المتحدر من منطقة فيتشنتسا الشمالية.

ويقول اللاعب البالغ 29 عامًا المولود في بلدة إمبيتوبا في ولاية سانتا كاتارينا "أشعر وكأنه لدي الفنيات البرازيلية مع الكرة ولكن العقلية الايطالية للتدرب بجهد دائمًا والفوز".

- "القائد" -

كما هو الحال في النادي اللندني، حيث ساهمت شراكته مع الفرنسي ​نغولو كانتي​ بالفوز بدوري أبطال أوروبا على مانشستر سيتي في النهائي، يُعتبر جورجينيو الجوهرة الثمينة التي تعمل في الظل مع الاتزوري.

اللاعب المكنى بالـ"بروفيسور" أو "راديو جورجينيو" نظرًا للتعليمات التي يوجهها لزملائه على أرض الملعب، هو الايطالي الوحيد الى جانب المدافع ليوناردو بونوتشي الذي خاض المباريات الخمس مع المنتخب في كأس أوروبا حتى الآن.

ويقول ماورو غيبيليني المدير الرياضي السابق لفيرونا الذي اكتشفه عندما كان طفلا في البرازيل لوكالة فرانس برس "يملك شخصية قوية، إنه القائد في أي فريق".

أنشأ غيبيليني مدرسة كرة قدم في البرازيل ولم يتردد في ضم جورجينيو عندما رأى مهارات ابن الـ12 عامًا حينها الذي أشرفت عليه والدته لاعبة كرة قدم سابقًا في أول مسيرته، عندما رآه يخوض دورة في بلدته.

بعد أعوام قليلة في هذه المدرسة في البرازيل، وصل جورجينيو الى اوروبا عام 2010 من بوابة فيرونا حيث لعب معه في الدرجة الاولى ثم الثانية.

انتقل بعدها الى نابولي في العام 2014 لمدة اربع سنوات ولمع بريقه بإشراف ماوريسيو ساري الذي لحقه الى تشيلسي في 2018.

ويتابع غيبيليني "لم يتغير جورجينيو أبدًا، عندما كان طفلا لعب بالطريقة التي يلعب بها الآن...يملك جودة عالية، إذ قبل ان تصله الكرة، يعرف الى اين سيوجهها. هو ليس بحاجة الى لمس الكرة اكثر من مرة او اثنتين".

ويضيف "يلعب ورأسه مرفوع. يملي الايقاع حتى في خط الدفاع، عندما يتعين عليك القيام بالضغط وتحفيز الفريق حتى ولو أنه ليس قويًا بدنيًا ولا يملك سرعة عالية، فإنه يعوّض بذكائه".

خلال فترته في تشيلسي، حقق جورجينيو لقب الدوري الاوروبي "يوروبا ليغ" مع ساري قبل أن يرفع الموسم الماضي لقب دوري أبطال أوروبا مع المدرب الالماني توماس توخيل.

وقال اللاعب الذي خاض 33 مباراة دولية مع إيطاليا "أريد أن أعيش ذات المشاعر مع المنتخب الوطني. هذه المجموعة تشبه تشيلسي، انها رائعة، هم متعطشون ويريدون أن يثبتوا شيئًا، من أصغرهم الى اكثرهم خبرة".

ويختم "هذه ايضًا اول بطولة كبرى أخوضها مع ايطاليا وأريد حقًا أن أؤدي جيدًا".